دفع شعبي لترشيح السيسي للرئاسة المصرية

شعبية السيسي في زيادة مستمرة. أ.ب

يبدو أن وزير الدفاع والرجل القوي في مصرالفريق عبدالفتاح السيسي يزداد نجومية وتألقاً في سماء السياسة المصرية، ما يزيد من حجم موجة التأييد الشعبي لدفعه للترشح لانتخابات الرئاسة في مصر. وطبقاً لما يقوله المستشار السياسي للرئيس المصري مصطفى حجازي، فإن شعبية السيسي (58 عاماً) في زيادة مستمرة، وإنه قد يصبح رئيساً لمصر مدعوماً بموجة من التأييد الشعبي.

وبشتى الوسائل يسعى السيسي إلى الخروج بمصر من اضطرابات الربيع العربي وقلاقله إلى بر الأمان والاستقرار، فهو يمثل حالياً العمود الفقري لحكومة التكنوقراط الخاصة بالرئيس المؤقت عدلي منصور. ويقول حجازي «إن السيسي قائد عسكري، ولكن إذا لم يظهر قائد مناسب بحلول موعد الانتخابات الرئاسية، فإنه قد يتقدم للاضطلاع بهذا الدور، وإذا كان في جانب الشعب الذي يريده ان يكون في هذا المنصب، فلم لا؟». ومع وجود معظم قادة الإخوان المسلمين في السجن، والغضب الشعبي الحقيقي ضدهم بسبب فشلهم في إدارة البلاد خلال وجودهم في الحكم، فقد فشلوا أيضاً في مقاومة تغيير السلطة المدعوم من الجيش.

ويقول رئيس لجنة الخمسين لإعادة كتابة الدستور عمرو موسى، إن السيسي يبدو الأكثر شعبية في حال إجراء انتخابات رئاسية الآن، مشيراً إلى أن رغبته هو شخصياً في الترشح مسألة أخرى.

وأضاف موسى أن مواصفات الرئيس المقبل تحتاج الكثير، وهي متوقفة على الوضع المصري في مواجهة القضايا المهمة مثل الأمن ومواجهة الإرهاب والتي ستكون في حال القضاء عليها مواصفات مختلفة عما كانت عليه من قبل.

ويرى مفكرون ومثقفون مصريون أن السيسي هو ابن المؤسسة الوطنية العسكرية المصرية، ويجمع بين الانتماء الوطني والذكاء ويتمتع باستقلالية القرار، وأن بعض قادة الإخوان المسلمين اعترفوا بأنهم لم يكونوا يتصورون أن السيسي بهذه الشخصية الصلبة. وأكد العديد من القوى والأحزاب السياسية أن السيسي قام بدور وطني في حماية ثورة 30 يونيو، وأن الفترة الحالية تحتاج إلى التركيز على الانتهاء من وضع دستور مدني يعبر عن الثورة، وكذلك تنفيذ خريطة الطريق، قبل الالتفات لمرشح الرئاسة المقبل.

ويرفض قادة حزب التجمع، أية مبادرة لترشيح السيسي لأنه لم يعرض برنامجاً سياسياً على الجماهير، والتصرفات الفردية لا تليق بوزن رجل وطني مثله، عندما تأتي الانتخابات الرئاسية قد يرى البعض أن الفريق السيسي هو الأنسب لحكم مصر، أو يرشح نفسه حسب برنامج وطني يرتقي بمصر، أما الآن فنحن نهتم أكثر بخريطة الطريق.

ويبدو أن الدستور الجديد هو هاجس الجميع وأحد الأهداف الرئيسة للتغيير، وتتركز الجهود على إخراجه في أحسن شكل ممكن ليكون دستوراً مدنياً يعبر عن كل المصريين وآمالهم وطموحاتهم ويجسد حقوقهم.

وكانت حملة «السيسي رئيساً»، التي دشنتها الجبهة المصرية للدفاع عن القوات المسلحة، أعلنت عن تنظيم حلقات نقاشية مع المواطنين بهدف طرح آراء الجبهة على المواطنين واستقراء مدى رغبتهم في دعم السيسي.

ويقول أحد الناشطين إن مصر مقبلة على مرحلة صعبة وحساسة للغاية عصيبة لا يصلح لها فيها سواه، ولكن هذا لا يقلل من أهمية المرشحين المنافسين الآخرين. ويذهب دميان ماك ايلوري من صحيفة «الديلي تلغراف» إلى القول، إن السيسي يعيد إلى الأذهان وبقوة تجربة الجنرال الأميركي دوايت ايزنهاور الذي أصبح رئيساً للولايات المتحدة بفضل ما تمتع به من تأييد شعبي مع مراعاة الفوارق بين ظروف أميركا ومصر وشخصية كل منهما. وانتخب ايزنهاور رئيساً لولايتين متتاليتن في خمسينات القرن الماضي وترك بصمته في الحياة السياسية الأميركية. ويشير حجازي إلى أن السيسي يمتلك مواصفات الرئيس المطلوب لمصر في هذه المرحلة، لكنه مازال رجلاً عسكرياً خالصاً، وبعيداً عن العملية السياسية، وأن الوقت حان للقول إن الاسلام السياسي «إيديولوجية فاشلة وأمر مختلف عن الديمقراطية وتنقصه إجابات مقنعة على تساؤلات في العمق وشعاره الوحيد والمجرد: الإسلام هو الحل، لكن ليست لديه حلول معقولة أو رشيدة لقضايا الحياة الإنسانية».


 

تويتر