أبوت يقترب من الصين ويبتعد عن أميركا
لم يكن الناخبون الأستراليون يفكرون كثيراً في شأن السياسة الخارجية عندما صوتوا الأسبوع الماضي ضد الحكومة العمالية، برئاسة كيفين رود، لمصلحة حكومة جديدة محافظة بقيادة زعيم الحزب الليبرالي المعارض، توني أبوت.
فبدلاً من الجدل في الشأن الخارجي، جرت الانتخابات على أرضية من الجدل حول الشؤون الداخلية والأمور الشخصية. واتفق الحزبان ضمنياً في ما يبدو على تجاهل الأسئلة الخاصة بالسياسة الخارجية، والمتمثلة في: كيف تستطيع أستراليا أن توفق بين حليفتها التقليدية، الولايات المتحدة، وشريكتها التجارية الكبرى، الصين، في الوقت الذي تتنامى الخصومة الاستراتيجية بين هذين العملاقين؟
لن يستطع الأستراليون الهروب لفترة طويلة من هذا السؤال، وتقع المسؤولية الآن على أبوت لإيجاد إجابة. وليس لدى أبوت، مثل معظم السياسيين الأستراليين، خبرة كبيرة في الشؤون الخارجية، واهتمام كبير بها على ما يبدو. ولا يوجد أي دليل على أنه فكر كثيراً حول ما يحدث في آسيا، أو انعكاسات ذلك على أستراليا. ولهذا ليس من المفاجئ إن هو تولى منصبه من دون أي خطط مكتملة في هذا الخصوص. لكنه جلب بدلاً من ذلك مزيجاً من النهج الاسترالي المحافظ والنهج البراغماتي. واتخذ من معلمه وسلفه الليبرالي رئيس الوزراء، جون هوارد، مثالاً يحتذي به.
باعتباره محافظاً أسترالياً تقليدياً، يضع أبوت آمالا عريضة على التحالفات الاسترالية التقليدية، ليس فقط مع الولايات المتحدة، ولكن أيضاً مع المملكة المتحدة، التي ظل مرتبطاً بها عاطفياً بشكل أعمق بكثير مما يفعل معظم الاستراليين اليوم. ويتحدث كثيراً عن «المجال الانجليزي»، الذي يبدو أنه يحتل مكاناً مركزياً في نظرته للعالم. وهذا يعني أن غريزته الأولية ستوجهه دائماً لدعم الولايات المتحدة، في كل ما تنوي القيام به.
هيو وايت أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية بالجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، وكان في السابق مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع الأسترالية، كتاب بعنوان: الخيار الصيني: لماذا ينبغي أن نتقاسم السلطة.