اضطرابات الشرق الأوسط تؤجج حنين أردوغان للدولة العثمانية
اكتسب رئيس الوزراء التركي جب طيب أردوغان، فور وصوله إلى السلطه، شعبية واسعة النطاق في البلدان العربية، بسبب أفكاره وتصريحاته التي عبر فيها عن رغبته في إعادة تركيا إلى محيطها الطبيعي، وهو العالم العربي والإسلامي، وظل يتمتع بهذه الشعبية الكبيرة حتى وقت قريب.
وتؤجج الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط حنين أردوغان وقادة حزبه ذي التوجهات الإسلامية إلى استعادة أمجاد الدولة العثمانية، إلا أن هذا الطريق يبدو مسدوداً.
وكان الباب العالي في اسطنبول مقراً للحكم في الدولة العثمانية التي امتدت كامبراطورية من الجزائر إلى بغداد، مروراً بعدن ووصولاً إلى بودابست، ودامت اكثر من 600 عام. وتتركز أكثر المشكلات المستعصية في الشرق الأوسط حالياً في ما كان يعرف بمركز تلك الامبراطورية، وهي: سورية والعراق ولبنان وفلسطين، وهذا ليس من قبيل الصدفة، فالصراع الدائر في سورية أعاد إلى الأذهان انهيار الامبراطورية العثمانية، إذ إن الملايين من أبناء المنطقة يتابعون حالياً مسلسلاً تركياً يسلط الضوء على أمجاد الحكم العثماني.
وانتهجت حكومة أردوغان سياسة خارجية ذات مضمون عثماني، فركزت اهتمامها على أن من الطبيعي أن تكون علاقاتها في الشراكة والتعاون مع المسلمين وليس مع الغرب، وأنه يجب أن يكون لها دورها القيادي إقليمياً.
ويبدو أن محاولات أردوغان وحزبه وحكومته لإعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية ضرب من المستحيل، بسبب تراكم الصعوبات واختلاف الزمن والظروف. والحديث في هذا الأمر يعيد إلى أذهاننا ما قاله المفكرالأميركي الفلسطيني المولد الراحل إدوارد سعيد من أن «إعادة الامبراطورية العثمانية هي فكرة سخيفة، وأن التحدي الحقيقي هو الوصول إلى الأقليات في هذه الدول وضمان حقوقها». وحين طرد ملكا أراغون وقشتالة في إسبانيا فرديناند وإيزابيلا 100 ألف يهودي مع مئات آلاف العرب والمسلمين من إسبانيا، استقبلهم الخليفة العثماني السلطان بايزيد الثاني في عام 1492 بكل حفاوة وترحيب من غير أن يتعرضوا إلى أي تمييز بسبب ديانتهم. ويبدو أن موقف تركيا المؤيد للمعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد كانت له تكلفته، ووضعها في وضع صعب مع جاراتها سورية والعراق وإيران ومع لبنان كذلك.
دايفيد شيرياتماداري كاتب ومحلل صحافي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news