أكد أن التكفيريين يستهدفون «حماس» والجيش المصري معاً
عبدالقادر ياسين: الفلسطينيون رفضوا التوطين في سيناء منذ الخمسينات
قال المفكر والناشط السياسي الفلسطيني المقيم في القاهرة، عبدالقادر ياسين، إن الشعب الفلسطيني هو أول من رفض فكرة توطين اللاجئين الفلسطينين في سيناء، وأنه انتبه لذلك مبكراً منذ انتفاضته ضد هذا المشروع في الخمسينات، داعياً أصواتاً إعلامية وسياسية إلى عدم الزج بالفلسطينيين في الصراع الجاري في مصر، مقراً بوجود أخطاء متبادلة بهذا الشأن، ومشدداً على أن التكفيريين الذين يمارسون العنف والإرهاب في سيناء، هم نظراء وحلفاء لاقرانهم ممن يمارسون الأمر نفسه ضد سلطة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة، وبعضهم هرب من القطاع إلى سيناء للإفلات من الملاحقة، واعتبر أن الكلام عن التسوية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل «وهم»، وأن المخرج الوحيد في ظل انسداد الأفق أمام «المفاوضين، وتعثر الطريق أمام المقاومين»، هو البدء بتشكيل «جبهة متحدة».
وقال ياسين، في حوار خاص مع «الإمارات اليوم» في القاهرة، إن فكرة سعي الفلسطينيين للتوطن في شبه جزيرة سيناء، التي ترددها أبواق إعلامية وسياسية مشبوهة، هذه الأيام، مردود عليها بأن «الشعب الفلسطيني هو أول من تصدى لهذه الفكرة، وانتفض ضدها منذ لاحت في الأفق مطلع الخمسينات». وأضاف ياسين أن «أهالي غزة انتفضوا في يوليو 1953 ضد اتفاق وقعته الحكومة المصرية والإدارة الأميركية، يقضي بتوطين اللاجئين الفلسطينيين شمال غرب سيناء، وواكبته غارات إسرائيلية على غزة لدفع اللاجئين للنزوح مجدداً في هذا الاتجاه، فانطلقت في اثرها تظاهرات عارمة من مدرسة فلسطين الثانوية بغزة تهتف (لا توطين ولا إسكان - يا عملاء الأميركان)، يقودها في ذلك الحين ناهض منير الريس، وفوزي تنيرة، وعلي زين العابدين الحسيني، ومحمد صيام، وسعد المزيني، وهي أسماء أصبحت لاحقاً قيادات في العمل النضالي الفلسطيني، وأوضح أن التظاهرات استمرت ثلاثة أيام بلياليها، وفي اليوم الرابع أرسل الحاكم الإداري لمتظاهري غزة للتفاوض، فارسلوا إليه فتحي البلعاوي، ومعين بسيسو، وجمال الصوراني «حيث طلبوا إلغاء مشروع التوطين، والسماح بتسليح أهل غزة ضد العدو الإسرائيلي، فوافق الزعيم الراحل جمال عبدالناصر على مطالب المتظاهرين».
وأكد ياسين أن انتفاضة 1953 ضد توطين الفلسطينيين في سيناء علامة بارزة على الوعي الفلسطيني المبكر، ودفع رموز الانتفاضة الثمن باهظاً، فتم اعتقال 68 ناشطاً منهم لاحقاً، وقضى بعضهم أكثر من عامين في المعتقل، كما انها بلورت الوعي القومي التقدمي لعبد الناصر، ما دفعه لتأسيس «كتيبة 41» الفدائية، التي ضمت 900 مقاتل فلسطيني، وأوقعت 1400 قتيل اإسرائيلي في الفترة ما بين أبريل 1956 ويوليو 1956.
وفي ما يخص العنف الجاري في سيناء، قال ياسين إن «المسؤول عنه ممارسات سلبية وأمنية ممتدة منذ اواخر الثمانينات»، كما أن «منظمات تكفيرية توالدت في غزة، ودخلت في صدامات مسلحة مع حماس، انتقل بعضها إلى سيناء هرباً من ملاحقتها، وبالتالي لا مسؤولية لحماس عن هذه المنظمات التكفيرية التي تمارس الإرهاب ضدها في غزة، كما تمارس العنف والإرهاب ضد الدولة المصرية في سيناء»، ودعا ياسين المنابر الإعلامية إلى توخي الدقة حتى لا تتسبب تغطياتهم في بث الكراهية، و«شيطنة» الفلسطيني «أمام الرأي العام».
واعترف ياسين بوجود أخطاء في موقف أنصار «حماس» تجاه الأحداث الجارية في مصر، وبافتقار هذا الموقف للذكاء والحنكة، وقال إن «أصواتاً ووسائل إعلامية قريبة من حماس، بدت منحازة لطرف في الصراع، وظهرت وكأنها مؤيدة لقوة سياسية وحيدة في مصر، وهذا أمر لا يمكن تبريره، لكنه أيضاً في المقابل لا يمكن أن يكون سنداً لحملة غير تمييزية من إعلاميين وساسة، ضد عموم الشعب الفلسطيني».
وختم ياسين بأن المخرج الوحيد للقضية الفلسطينية هو شروع جميع القوى في تأسيس «جبهة متحدة» على برنامج اجماع وطني، يلعب فيه اليسار الفلسطيني، الذي اعتراه الضعف والتشتت، دوراً يتجاوز أزمته، ومن دون ذلك ستظل القضية الفلسطينية تتآكل، حتى لا نجد منها شيئاً ذات صباح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news