ليبيا رهينة الميليشيات المجنونة ليبيا رهينة الميليشيات المجنونة
من الصعب تشخيص الوضع السياسي في ليبيا، ولعل مشهد اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان، قبل أيام، من قبل الميليشيات مؤشر خطرعلى أن هذا البلد يعيش حالة غير مسبوقة من الفوضى. وجاء خطف المسؤول الليبي بعد قيام وحدة أميركية خاصة باعتقال «أبوأنس الليبي»، الذي تصفه بأنه «أحد المتورطين في تفجير سفارتيها في كينيا وأوغندا عام 1998 وأحد عناصر تنظيم القاعدة»، وتم ذلك داخل الأراضي الليبية. وقرر البيت الأبيض أن يجعل الأمر أكثر صعوبة بإعلانه أن الحكومة الليبية كانت على علم بما قامت به القوات الأميركية. ويرى محللون أن واشنطن لم يكن لديها خيار آخر غير ما فعلته، لأنها لم تعد قادرة على فرض سيطرتها على ليبيا، لدرجة أنها لم تتمكن من منع الهجوم على قنصليتها في بنغازي، كما أنها لا تستطيع، مثلا، أن تتقدم بطلب لجهة ما لاعتقال «أبوأنس» وتسليمه، لأنه ليس في ليبيا من لديه القدرة على القيام بذلك. وبعد استعراض الميليشيات المسلحة قوتها، يتبين أن الحكومة الليبية في غاية الضعف، وليس بإمكانها مجابهة هذه المجموعات المدججة بالسلاح، في حين سيكون الدعم أو المساعدة الأميركية بمثابة إدانة واضحة لحكومة طرابلس في نظر الليبيين. وفي حال فشل زيدان في كبح جماح الجماعات المسلحة، فإن البلاد ستنزلق إلى المزيد من التفكك وعدم الاستقرار.