زعيمة المعارضة في ميانمار خذلت الكثيرين
على مدى أعوام طويلة من ظلام الحكم العسكري في ميانمار (بورما)، عانت الزعيمة أونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام الكثير الكثير في معارضتها لديكتاتورية العسكر وممارساتهم وجرائمهم.
ويرى كثيرون في ميانمار والدول الغربية أن 15 عاماً قضتها هذه السيدة الحديدية رهن القامة الجبرية شهدت على أن معاناتها من الممارسات الاستبدادية للنظام العسكري فاقت كل تصور، وأكسبتها صورة تحيط بها هالة كبيرة من الاحترام. غير أن سو تشي وهي تقترب من الترشح لخوض سباق الرئاسة تبدو مهددة بفقدان المكانة التي حققتها بنضالها بسبب مواقف لها في الآونة الأخيرة من قضايا داخلية عدة في ميانمار، خصوصاً رفضها أن تدين بشكل صريح ما يتعرض له مسلمو أقلية الروهينغا في بلادها من عنف واضطهاد.
ووصف محللون متابعون محاولتها لتفسير العنف الذي دفع 140 ألف مسلم للنزوح عن منازلهم بأنه ناجم عن «خوف الأغلبية البوذية منهم»، بأنها «مخيبة للآمال وغير مقنعة»، لأن المسلمين لا يشكلون أكثر من 4% من السكان في ميانمار، وأنهم كانوا هدفاً للهجمات وأعمال العنف منذ اندلاع الاضطرابات العرقية والطائفية في إقليم راخين العام الماضي.
وعبرت أوساط صحافية غربية عن أسفها وصدمتها من عجز سو تشي عن تقديم إجابة مباشرة وواضحة للسؤال الذي وجه إليها فيما إذا كانت تدين أحداث العنف التي ترتكب ضد مسلمي ميانمار، واعتبرت أن ذلك موقفاً يشجع على التمادي في اضطهاد المسلمين، وارتكاب الجرائم ضدهم لحملهم على النزوح.
وتعتبر الأمم المتحدة مسلمي الروهينغا من أكثر الأقليات اضطهاداً في العالم، ومنذ عام 1982 تصنف جهات حقوقية وإنسانية عدة ما يقدر بنحو 800 ألف من هؤلاء المسلمين على أنهم مسلمون بنغال بلا جنسية جاؤوا من بنغلاديش المجاورة، ما جعلهم عرضة للاضطهاد والتمييز العنصري وإساءة المعاملة، بينما تعتبرهم حكومة ميانمار مهاجرين غير شرعيين قدموا من بنغلاديش التي ترفض هي الأخرى الاعتراف بهم والسماح لهم بالعودة.
واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان السلطات المحلية في ولاية راخين بالمساعدة في التطهير العرقي الذي تعرض له مسلمو الروهينغا العام الماضي. وقالت إن قوات الشرطة تواطأت ضدهم وامتنعت عن التدخل لوقف ما تعرضوا له من جرائم ضد الإنسانية.