حلّ النزاع السوري عبر التفاوض يخدم المصالح الأميركية
مازالت الحرب الأهلية في سورية مشتعلة منذ عامين، حيث تكبد طرفا النزاع الكثير من الضحايا، في حين تزداد المشكلة الانسانية سوءاً. وبناء عليه كيف يمكن وضع حد لإنهاء هذه الحرب؟ هناك ثلاث نتائج محتملة تتمثل في: انتصار النظام، او انتصار المعارضة، او ايجاد حل عن طريق المفاوضات. وتبقى النتيجة الأخيرة هي الأمثل بالنسبة للعالم في الحرب الأهلية السورية. ويروق الخيار الأخير للكثيرين نظرا إلى أنه يستبعد الفوضى والضحايا التي تنجم عن التدخل العسكري، ولكن التوصل إلى السلام عن طريق التفاوض ليس مفروشاً بالورد.
وتاريخياً، يتم وضع حد للحروب الاهلية عن طريق التفاوض، وتمثل انغولا والسودان ولبنان أمثلة غير سعيدة للحروب الأهلية التي توقفت بصورة مؤقتة نتيجة التوصل إلى سلام بالتفاوض. وثمة مثال آخر هو كوسوفو، التي تعتبر مستقرة الآن نسبياً، لكنها ظلت تحكم من قبل قوات الامم المتحدة لأكثر من عقد من الزمن.
لكن التوصل إلى السلام عن طريق التفاوض لا يخلو من المشكلات. فأولا: كل من النظام السوري، والتنظيمات الأخرى الموالية لـ«القاعدة» ستظل موجودة ومسلحة بطريقة او اخرى في سورية. ودون وجود قوات حفظ سلام قوية ومتحمسة للقيام بهذا الواجب لن تكون الأطراف الموجودة في سورية متحفزة لتسليم أسلحتها.
وثانياً: يتطلب السلام عن طريق المفاوضات السياسية إلى أطراف مهتمة بإحلال السلام من الطرفين، لكن الاسد غير مهتم جديا بالمفاوضات، وكذلك المعارضة نفسها تبدو غير متحمسة بتاتا للمفاوضات، ناهيك عن أن تعدد الجماعات المعارضة يزيد من صعوبة تحديد السلطة التي ستقرر التفاوض على السلام.
وثالثا: ينجم عن السلام عبر المفاوضات ظهور دولة هشة. والعلاقة بين الدول الهشة والإرهاب لا يمكن انكارها البتة. ويقدم عدم وجود الحكومة الفعالة البيئة الحاضنة الضرورية لظهور الجماعات الإرهابية، لتجنيد وتدريب المسلحين. وتمثل لبنان مثالاً جيدا، لأن حكومتها تظل مفتتة دائماً، الأمر الذي أوصلها إلى شفا الانهيار. والصومال مثال أكثر تطرفاً، حيث الدولة المركزية التي تنهار وتسمح للجماعات الارهابية بالعمل على أراضيها. لذلك سيكون هناك تشعب أمني للولايات المتحدة والمنطقة اذا أصبحت سورية دولة ضعيفة. وعلى الولايات المتحدة ان تفكر مرتين بشأن الوقوف إلى جانب المعارضة، التي تحوي جماعات غير مرغوب فيها مطلقا. وبصورة مماثلة، فإن انتصار النظام السوري سينجم عنه حصول ايران على الدعم في المنطقة وسيؤمن لهذه الدولة ممراً محمياً لزيادة سيطرتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news