«مجمع كدام» يعرّض عشرات المنازل المقدسية للهدم
لا يوجد أي منطقة في مدينة القدس المحتلة إلا وتتعرض إلى سلسلة مخططات ومشروعات استيطانية وتهويدية، من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسارع في تنفيذ سياسته لتهويد المدينة المقدسة وتهجير سكانها، فيما تُعد بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وأحياؤها من أكثر المناطق التي تتعرض لهذه المخططات على مدار السنة، وكان آخرها توزيع طواقم بلدية الاحتلال في القدس منشورات على أهالي حي وادي حلوة بسلوان، تمهيداً للشروع بتنفيذ مشروع «مجمع كدام، عير دافيد، حوض البلدة القديمة»، وهو مشروع سياحي يسعى الاحتلال إلى إقامته في ساحة باب المغاربة بمدخل بلدة سلوان التي تعد الخاصرة الجنوبية للأقصى.
وتوضح المنشورات أن المشروع يهدف لإقامة مبنى سياحي، يشمل موقفاً في ساحة «الحديقة الوطنية حول سور القدس، بدعوى التنمية والمحافظة عليه وتطويره».
ويقول عضو لجنة وادي حلوة بسلوان أحمد قراعين لـ«الإمارات اليوم»، إن مشروع «كدام» سيتم إقامته بشكل ملاصق لسور المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، على أرض تعود ملكيتها لأهالي بلدة سلوان، كانت تُستخدم للزراعة حتى احتلال مدينة القدس عام 1967.
ويضيف، أن بلدية إسرائيل صادرت تلك الأرض بعد احتلال القدس وهدمت غرفتين فيها، وتعود هذه الأرض لعائلة عبده، ثم حُولت إلى موقف للسيارات، وفي عام 2003 سيطرت عليها جمعية «العاد» الاستيطانية بطرق ملتوية.
وبحسب قراعين، فسيتم إنشاء المخطط وفقاً للخرائط الخاصة به بمسطح بناء يبلغ 16 ألف متر مربع، مؤلف من طوابق عدة، مخصصة لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، إضافة إلى قاعات مؤتمرات وغرف تعليمية، ومواقف لسيارات السياح والمستوطنين، كما سيتم تخصيص مساحات للاستخدامات السياحية، ومحال تجارية، ومكاتب خاصة بجمعية «العاد».
ويشير قراعين إلى أن جمعية «العاد» قامت منذ 2003، بأعمال حفر متواصلة في منطقة المشروع «ساحة باب المغاربة» وهدمت مقبرة إٍسلامية عمرها 1200 سنة، إضافة إلى تدمير آثار بيزنطية ورومانية، من غرف وأعمدة وأقواس.
ويبين قراعين أن مشروع «كدام» مقام على شبكة من الأنفاق التي حفرت خلال الأعوام السابقة، والممتدة من عين سلوان حتى حائط البراق.
وطرحت الحكومة الإسرائيلية، بحسب قراعين، الشهر الجاري مخطط «كدام» سلوان للاعتراض العام، ضمن خطواتها للمضي قدماً للمصادقة عليه، وبعد تسريب الخبر في وسائل الإعلام قامت البلدية بتوزيع المنشورات على السكان للاعتراض عليه، وبالتالي لن يكون هناك وقت كافٍ للسكان واللجان بالتحرك والتوجه إلى الجهات القضائية.
ويوضح أن المخطط الإسرائيلي يهدف إلى تغيير الطابع الإسلامي العربي لبلدة سلوان، إذ سيتم تنفيذ المشروع على مدخل البلدة وبملاصقة تامة لأسوار المسجد الأقصى، وبالتالي فإن البلدة ستظهر يهودية كأنها مستوطنة مطلة على قبة المسجد الأقصى.
ويفند قراعين ادعاء بلدية الاحتلال بأن الهدف من المشروع هو «تنمية وتطوير المكان»، مؤكداً أنه لا يخدم أهالي البلدة، حيث هناك أكثر من ثمانية منازل ملاصقة له مهددة بالهدم.
كما سيحجب المشروع أشعة الشمس والهواء عن سكان وادي حلوة، وسيحول دون تمكنهم من رؤية إطلالة قبة المسجد الأقصى، ومن الممكن أن يطغى على صوت الأذان.
ودعا قراعين السلطة الفلسطينية باعتبارها عضواً كامل العضوية في منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) التابعة للأمم المتحدة، إلى العمل الفعلي والسريع للحيلولة دون تنفيذ مشروع «كدام» التهويدي.