«اتفاق جنيف» يمثل تراخياً خطراً في المطالب الأميركية
ثمة أسباب وراء ابتسامة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المتواصلة، فقد تمكن في نهاية المطاف من دفع القوى الكبرى في العالم إلى التوقيع على اتفاقية تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم. ولسنوات عدة كانت الولايات المتحدة تضغط على الدول الاخرى لتأييد القرارات الأميركية التي تطالب بفرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن الدولي، بهدف وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، والدخول في المفاوضات. لكن في صباح يوم الاحد الماضي في جنيف، وقع المفاوضون الأميركيون على اتفاق مرحلي يمكن أن يؤيد إلى «حل شامل يحظى باتفاق مشترك» لإيران، بحسب نص الاتفاق.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف أن ايران وست دول عظمى ستتفاوض خلال الأشهر الستة المقبلة «في ما يتعلق ببرنامج تخصيب محدد يتم الاتفاق عليه بصورة مشتركة بقيود عملية وإجراءات شفافة، لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج». وللتأكد، فإن فكرة قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بعد اتفاقية الوضع النهائي تم اقتراحها خلال مفاوضات أجريت في العامين الأخيرين. لكن العرض يمثل تراخياً مهماً عن المطالب السابقة للولايات المتحدة وحتى من إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما. وخلال الفترة الاولى من حكمه، عرض أوباما على إيران صفقة تتضمن قيام إيران باستيراد اليورانيوم المخصب من دولة أخرى، لكن من دون السماح لها بتخصيب اليورانيوم.
وحتى الآن، فإن العالم لم يخفف سوى القليل من العقوبات، مقابل المزيد من الشفافية المتعلقة ببرنامج إيران النووي، والاتفاق الذي يقلل من مخزونها من اليورانيوم المخصب خلال المفاوضات.
وحتى الآن فإن الجمهوريين يبدون غاضبين من الاتفاق. وفي تصريح أصدره زعيم الاغلبية الجمهورية في البرلمان إيريك كانتون، صباح الأحد الماضي، قال «يوضح نص الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران على الاعتراف بأن هذه الدولة سيسمح لها بتخصيب اليورانيوم، عندما يشير إلى برنامج التخصيب الذي تم تحديده بصورة مشتركة، في اتفاق نهائي ومشترك. وهذا يوضح السبب الذي جعل الإيرانيين يقولون إن الاتفاق يعترف بحقهم في تخصيب اليورانيوم».