مشادة حول القفص وصلت إلى رفع الأحذية
روى صحافيون مصريون لـ«الإمارات اليوم» شهاداتهم وانطباعاتهم حول محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، التي جرت أخيراً، وتم تأجيلها إلى 8 يناير المقبل، وكشف أحدهم عن عدم صحة ما أوردته صحف ووكالات أنباء، ولم يتم تكذيبه، عن رفع المحكمة للجلسة بسبب «ملابس مرسي المدنية»، وكشف آخر عن دلائل على اتخاذ السلطات قرار نقل المحاكمة من المعادي إلى مدينة نصر منذ زمن طويل، وأن دعوة الصحافيين إلى زيارة المقر القديم للمحاكمة بمعهد أمناء الشرطة كانت «عملية تمويهية»، فيما كشف ثالث عن خلفيات لاشتباك الصحافي والمحرر بجريدة الاهالي، ثروت شلبي، مع المحامين، التي وصلت إلى حد الاشتباك بالايدي، ورفع الأحذية.
وقال الصحافي والمحرر القضائي عمر عبدالعلي لـ«الإمارات اليوم» إن «ما كان يجري داخل المحكمة وما يبث خارجها انطوى على مفارقات هائلة، في مقدمتها ما رددته صحف العالم وأصبح في حكم المؤكد، بأن المحكمة دخلت في جدال مع مرسي لإجباره على ارتداء ملابس السجن، وهذا لا أساس له من الصحة، لأنه لم يحدث». وأضاف عبدالعلي أن «جو المحكمة والمحاكمة شابته درجة عالية من السيطرة الأمنية غير المسبوقة في تاريخ المحاكمات، ليس في محيط المحكمة وداخلها فحسب، بل ابتداءً من حدود حي زهراء مدينة نصر التي تبعد كيلومترات».
وحول انطباعاته وتقديراته لأوضاع المتهمين، قال عبدالعلي إن «أكثرهم تماسكاً كان عصام العريان، الذي كان يمسك سبحة ويبتسم، وأكثرهم توتراً وقلقاً كان محمد البلتاجي الذي كنت لا تعرفه من لحيته وتغير ملامحه».
وحكى عبدالعلي عن موقف طريف حصل أثناء المحاكمة «حيث نسي الموظف المسؤول عن القاعة الميكرفون مفتوحاً، ما أعطى فرصة لمرسي لإلقاء خطاب لدقائق انتشر في أرجاء القاعة، فما كان من المسؤول الأمني إلا أن صاح على الهواء (اقفل يا شعبان اقفل يا شعبان)، ولما استمر الصوت، صاح المسؤول بأعلى صوته (اقطع الكهرباء يا شعبان)». وختم عبدالعلي بأن آخر كلمة نطق بها مرسي في المحكمة للقاضي هي «اسمع أنا الرئيس».
من جهته، روى الصحافي ورئيس قسم الحوادث بجريدة «الجمهورية» جمال عقل شهادته لـ«الإمارات اليوم» بأن «محمد البلتاجي وعصام العريان كانا الأكثر تحركاً وانفعالاً من المتهمين، وكان أحمد عبدالعطي مدير مكتب مرسي أكثر تماسكاً وأقرب إلى الاستماع، بينما بدا السلفي جمال صابر منزوياً وغير مشارك في المشهد، وكأنما يبث رسالة يؤكد فيها عدم انضوائه بأي شكل في مواجهات الجماعة، أو كأنما كان منبوذاً منهم».
على صعيد نقل المحاكمة، قال جمال عقل إن لديه من الادلة ما يجعله يقول إن قرار تحويل المحاكمة من معهد أمناء الشرطة بطرة قرب المعادي إلى أكاديمية الشرطة، لم يتم عفوياً، وأنه متخذ قبل المحاكمة بفترة طويلة جداً، وليس كما ظهر للعيان بأنه اتخذ ليلة المحاكمة نفسها.
وقال الصحافي (م.ن)، الذي طلب حجب اسمه لـ«الإمارات اليوم» إن «مستوى تسييس المحامين والصحافيين داخل المحكمة، حوّل القاعة إلى ساحة اشتباك، واقترب من التماسك بالايدي، ورفعت فيه الأحذية، إضافة إلى الهتافات والهتافات المقابلة». وتابع الصحافي القضائي أن «معركة اندلعت بين عصام العريان والصحافي عادل النعمان، حين قال الأخير إن هناك ملايين خرجت في 30 يونيو الماضي ضد مرسي، فرد العريان على النعمان بانه عنصر أمني، وأنه لاحظ قدومه إلى القاعة قبل زملائه»، كما تجددت المعركة مرة أخرى حين قال محامٍ لصحافيين رفعوا صورة الصحافي الحسيني أبوضيف الذي قتل في تظاهرات الاتحادية المناوئة لمرسي «أنتم مرتشون، لماذا ترفعون صورة أبوضيف وحده دون بقية الشهداء الصحافيين، مثل تامر عبدالرؤوف؟»، ما حدا بصحافيين آخرين للاشتباك مع المحامي، وتطور الامر إلى رفع الصحافي، ثروت شلبي، الحذاء في مواجهته، ولم ينفض الأمر إلا بعد تدخل محامين آخرين.