حذر من تأثير «الاتفاق النووي الإيراني» سلباً على الثورة السورية

أنور بدر: اتفاق وشيك لتوحيد المعارضة في «جنيف 2»

الائتلاف يسعى لعقد مؤتمر تشاوري يضم شخصيات من مختلف أطياف المعارضة. أ.ف.ب

كشف القيادي في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أنور بدر، لـ«الإمارات اليوم» عن مؤشرات «إيجابية جداً» للتوافق بين قوى المعارضة السورية، خصوصاً «الائتلاف»، وهيئة التنسيق الوطنية، على أن تتجه المعارضة إلى «جنيف 2» حال عقده في 22 يناير المقبل بوفد موحد. وحذّر من التأثيرات السلبية للاتفاق الإيراني الأخير مع الغرب لجهة اعتبار طهران ذلك إشارة تشجيع لها إلى مد نفوذها الاقليمي. وقلل من مخاطر سيطرة التكفيريين على سورية بعد تحريرها، مؤكداً أن وجودهم في البدء والمنتهى كان «صناعة أسدية»، لعب بها نظام الرئيس بشار الأسد في العراق ولبنان والداخل السوري.

وقال أنور، إن هناك مؤشرات إيجابية جداً إلى تقارب قوى المعارضة السورية، تمهيداً لتشكيل فريق موحد للتوجه به إلى مؤتمر «جنيف 2» الرامي إلى إيجاد حل للأزمة السورية. وأكد أن زيارة رئيس الائتلاف أحمد الجربا الاخيرة إلى القاهرة، ولقاءه مع معارضين سوريين انتهت إلى نتائج إيجابية سيتم الإفصاح عنها قريباً، لكن يمكن القول حالياً إن هناك درجة من الاقتراب من هيئة التنسيق، ودرجة من الاتفاق المبدئي على عقد مؤتمر تشاوري يضم شخصيات من الائتلاف وهيئة التنسيق وأطياف من المعارضة الوطنية تسبق «جنيف 2».

وأوضح بدر أن الخلافات بين الائتلاف وهيئة التنسيق كانت تدور حول ثلاث نقاط هي: رفضهم ما يسمونه عسكرة الثورة، وتمييزهم بين ما يسمونه معارضة الداخل والخارج، وحيثية الأشخاص التي يمكن ان تمثلهم تشاورياً، مشيراً إلى أن النقطتين الأوليين تجاوزتهما الأحداث وربما التفاهمات، لكن يتبقى البند العملي وهو تسمية هيئة التنسيق لشخصيات كانت لا تلقى القبول من أطياف أخرى من المعارضة، وقد تم قطع شوط كبير لتجاوز ذلك.

وحول التضارب بين رفض وقبول تمثيل الأسد في «جنيف 2»، وبقاء نظامه في الفترة الانتقالية، والاتهامات بتراجع المعارضة عن شرط رحيل الأسد أولاً، قال بدر «نحن ذاهبون إلى (جنيف 2) لنبني على (جنيف 1)، وليس لنبني على فراغ، وتطبيق استحقاقات (جنيف 1) يعني تشكيل هيئة حاكمة بصلاحيات كاملة، وتالياً إنهاء فعلي لنظام الأسد، كما أن النظام الاسدي ليس كتلة موظفين بل هو المطبخ الأمني والعسكري الذي تسبب في الكارثة السورية، وتطبيق قرارات مثل إلزامه بوقف حربه على الشعب، وإطلاق السجناء وتهيئة البيئة السياسية والإنسانية تعني الشروع في تقويضه، وتعني شل قدرته على لعب دور في المرحلة الانتقالية».

وأضاف أنه «بدلاً من توجيه اللوم والانتقادات إلى المعارضة السورية، فإن العتب يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولي الراعي للحل السياسي والعاجز عن تقديم آليات واضحة لتنفيذ (جنيف 1) حتى الآن». وأضاف أنه «إذا كان الحل العسكري غير مطروح، والتوسع في تسليح الجيش الحر شبه مرفوض، وإقامة حظر جوي مستبعد، فما الآليات البديلة لإجبار النظام على تطبيق (جنيف 1) أو ما سنخرج به في (جنيف 2)؟».

وحول الموقف من الجماعات التكفيرية، قال بدر «إن التكفيريين في سورية نشأوا تحت حضانة نظام بشار الأسد، فقد استخدمهم لدعم نفوذه في لبنان والعراق، ولك ان تتخيل أن 80% من التفجيرات التي تمت في العراق قبل ظهور الصحوات كان وراءها تكفيريون هربهم الأسد من سورية»، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقدم بشكوى رسمية بذلك إلى الأمم المتحدة. وقال «عاد هؤلاء التكفيريون إلى سورية فبدأ استخدامهم في الداخل، وفي الأيام الاولى للثورة وحين كانت سلمية تماماً، كان يزج بهم لعمل تفجيرات لإلصاق سمة العنف وتهمة الإرهاب بالثورة».

كما رفض بدر حضور ايران منفردة «جنيف 2»، وقال، إن «إيران يمكن ان تحضر ضمن وفد النظام السوري». وأشار إلى أن «الاتفاق الغربي الايراني الأخير بشأن النووي اثر سلباً في الثورة السورية باتجاهين، إذ أعطى مشروعية للسياسة الإيرانية قد يفهم منها أنها إشارة لتمديد نفوذها الإقليمي، بما يضر بالشعب السوري، ومن جهة أخرى باحتمالات تأثيراته في نوعية ردود أفعال عربية معينة على الاتفاق».

تويتر