أردوغان غاضب من واشنطن بعد فضيحة فساد هزّت حكمه
هدد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، بطرد السفير الأميركي، في الوقت الذي بدأت أكبر فضيحة فساد وتلقي رشا في تاريخ البلاد تمتد خارج نطاق تركيا. وتحدث اردوغان امام مؤيديه في مدينة سامسون، قائلا «ان بعض السفراء يتصرفون باستفزاز»، في اشارة واضحة إلى السفير الاميركي، ويضيف «رسالتي لهم هي ان يهتموا بشؤونهم الخاصة، ويتحسسوا خطاهم، لأننا لن نضطر لاستضافتهم في بلادنا».
وظهرت هذه الفضيحة إلى العلن بعد اعتقال 50 شخصاً، من بينهم ابناء ثلاث وزراء، ورئيس البنك المركزي، وثامن اغنى تركي، وهو رجل اعمال انشائية مقرب من رئيس الوزراء، على خلفية اصدار اذونات بناء وتلقى رشا بملايين الدولارات مقابل مساعدة ايران في تفادي العقوبات المفروضة عليها. وتم توجيه التهم للمعتقلين في الحال، واحتجزت السلطات بعضهم في مراكز التوقيف لمزيد من التحقيق.
وأصدر السفير الاميركي، فرانسيس ريتشياردان، بيان انكر فيه صلته بالفضيحة، بعد ان اتهمت الصحف التركية الموالية لأردوغان واشنطن بالسعي للإطاحة بحكومته.
ويبدو ان ما يحدث هو جزء من نزاع بين حليف أردوغان السابق فتح الله غولين، رجل الدين المعتدل، الذي يعيش حالياً في منفى اختياري في بنسلفانيا، والذي يمسك موالوه بزمام الامور في الشرطة والجهاز القضائي في تركيا. ويبدو أن هذا النزاع ينذر بتفتيت «تحالف الورعين»، الذي يشكل الارضية التي يقف عليها حكم أردوغان.
ورد اردوغان بغضب شديد متهماً التحقيقات بأنها جزء من «عملية قذرة» لتشويه حكومته، وخلال الايام الأربعة الماضية طرد اردوغان ونقل اكثر من 60 من كبار الضباط المتورطين في القضية، من ضمنهم معظم قيادات الشرطة في إسطنبول.