لاجئون سوريون يتعرضون لمعاملة قاسية في اليونان
مجموعة من اللاجئين السوريين عددهم 150 شخصاً وصلوا إلى قرية براغي اليونانية، بعضهم كان يرتجف من شدة البرد القارس في باحة الكنيسة، وتحت أشجار غابة قريبة. جميعهم تجشموا خطر الرحلة من تركيا عبر مياه نهر إفروس سريعة الجريان في محاولة منهم للهروب من جحيم المعارك في بلادهم. بعد قليل، جاءت سيارات الشرطة وحملت الرجال والنساء والأطفال واختفت عن الأنظار.
ويقول المحامي المدافع عن حقوق المهاجرين، فاسيليس بابادوبولوس، « فقدنا أثرهم جميعاً، لقد اختفوا هكذا فجأة، وتعتقد مؤسستنا أنهم أعيدوا مرة أخرى إلى تركيا».
أصبح الكثير من النشطاء والمحامين وجماعات حقوق الإنسان، ونواب المعارضة، وخبراء الهجرة والمسؤولين الدوليين يشعرون بقلق متزايد إزاء التكتيكات الخرقاء التي تستخدمها السلطات اليونانية لترهيب المهاجرين.
وانتقد تقرير حديث صادر عن منظمة العفو الدولية، بشدة اليونان بسبب «المعاملة المهينة» التي تعاملها السلطات لللاجئين، لا سيما السوريين الذين يضطرون للهروب من الحرب الأهلية في بلادهم. وتجيء هذه الانتقادات اثر الترحيل القسري، الذي تمخض عنه ارتفاع مهول في عدد الوفيات بين المهاجرين.
وتشتد هذه المعاملات قساوة في الوقت الذي يكافح اليونان للحفاظ على نسيجه الاقتصادي والاجتماعي في مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد في العصر الحديث. وتوظف وحدات خفر السواحل الخاصة في كثير من الأحيان أشخاصاً ملثمين يرتدون ملابس سوداء يقومون بإلقاء المهاجرين، من دون أي اعتبار لسلامتهم، في المياه الإقليمية التركية.
وتقول المسؤولة في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في اليونان كيتي كيهايولو، إن «عدد ونطاق هذه الحوادث المزعومة يثير مخاوف جدية»، وتضيف «إننا لانزال لا نعرف شيئاً عما حدث للمجموعتين اللتين اقتادتهما الشرطة من قرية براغي».
وتأتي هذه الادعاءات في الوقت الذي تحث منظمة العفو الدولية اليونان على إجراء تحقيق في تصريحات قائد شرطة البلاد، نيكوس باباجيانوبولوس، الذي تدور حوله مزاعم بأنه أمر ضباطه بأن يجعلوا حياة المهاجرين لا تطاق.
باباجيانوبولوس، الذي يعتبر أعلى مسؤول أمني في البلاد بعد وزير النظام العام، نقل عنه قوله لضباطه في حديث تم تسجيله سراً خلال اجتماع، «يجب علينا أن جعل حياتهم لا تطاق».
المدير العام لمنظمة العفو الدولية لأوروبا وآسيا الوسطى، جون دالهوسين، عبر عن ذلك بقوله «إذا كانت هذه التصريحات صحيحة بالفعل، فإن ذلك من شأنه أن يثير صدمة عميقة في تجاهله المتعمد لحقوق ورفاه اللاجئين الذين يبحثون عن مأوى في دول الاتحاد الأوروبي».
والشهر الماضي تم اعتقال اثنين من كبار المسؤولين في خفر السواحل، بعد أن وجدت محكمة عسكرية انهما مذنبان بإخضاع مجموعة من طالبي اللجوء لعملية إعدام وهمية وإيهامهم بالغرق.
ومما يدق ناقوس الخطر ايضاً اكتشاف عدد كبير من الجثث أكثر من أي وقت مضى في بحر «ايجه» وحول الحدود البرية التي تتقاسمها اليونان مع تركيا.
وبعد بناء اليونان حاجزاً على الحدود يمتد ستة أميال، مزوداً بأجهزة الاستشعار الحرارية والسونار بدأ مهربو البشر يغيرون وجهات شحناتهم البشرية إلى الجزر اليونانية في بحر «إيجه»، وأدى ذلك إلى وفاة العديد من المهاجرين معظمهم من السوريين والأفغان.
ويقول التقرير إن الوحشية والانتهاكات مروعة للغاية «حيث يتعرض اللاجئون للطرد بوحشية من قبل السلطات اليونانية، وهذا يحدث بشكل منهجي وبتواطؤ من السلطات الأوروبية الأخرى، على الرغم من حقيقة أنه ضد القانون الدولي».
وبحسب هيئة فرونتكس الأوروبية، فقد زاد عدد المهاجرين غير الشرعيين في بحر «ايجه» الى 912% منذ انشاء حاجز الأسلاك الشائكة على الحدود.