اتهم أميركا بالتسرع في مقايضة الحرية بوهم الأمن

مؤسس «بلاك ووتر»: الحرب على الإرهاب أصبحت كبيرة جداً

صورة

إيريك برنس ليس ذلك الرجل الذي يتوقع منه أن يعارض عملية خفض ميزانية المخابرات والجيش في الولايات المتحدة. وبعد هجمات 11 سبتمبر، توسعت شركته «بلاك ووتر» بصورة غير عادية، حيث فاز بعقود كبيرة لحماية الدبلوماسيين والسياسيين في العراق، وكذلك لتدريب فرق «السي آي إيه» بهدف اعتقال الارهابيين. وقال برنس في مقابلة أجريت معه، الأسبوع الماضي، إن وضع الامن القومي الذي عمل فيه ذات يوم تضخم إلى حد كبير جداً، وقال لصحيفة «ديلي بيست»: «أميركا متسرعة في مقايضة الحرية بوهم الأمن»، وأضاف «سواء كانت تسمح لوكالة الامن القومي في المضي بعيداً في التلصص على معلوماتنا الشخصية، أو تمكن حكومتنا من مراقبة كل شيء داخلي. لا أدري عما اذا كنت أريد العيش في بلد يكون فيها وقوع اعمال إرهابية عشوائية أمراً مستحيلاً، لان ذلك يعني أن هذه البلد هي كوريا الشمالية وليس أميركا».

والان أصبح برنس بعيداً عن أعمال العقود ويروج لكتابه الذي يحكي الجانب الخاص به من قصة بلاكواتر. وهو يتهم الديمقراطيين بإساءة استخدام السلطة لشن حرب سياسية عليه، والإعلام يساعد في شن هذه الحرب. ويروي كتاب برنس الجديد الذي يحمل عنوان «محاربون مدنيون»، بالتفصيل، معارك برنس التي شنها في العقد الاخير بشأن شركته. وهو يكتب، مثلاً، عن المحادثة التي اجراها مع محاسبه، الذي ادعى أن أحد مدققي الحسابات من مكتب جمع الضرائب «إي آر إس» أن برنس ليس تحت ضغط معين من دائرة الضرائب. وتطرق إلى القضايا المدنية المتعلقة بحادثة ساحة النسور، في بغداد، حيث قام بعض المتعاقدين مع «بلاك ووتر» بقتل 11عراقياً. ويقول برنس إن الأدلة تظهر أن الحادثة كانت عبارة عن حريق كبير، وليس كما قال المنتقدون في حينه بانها مذبحة لأشخاص عزّل. وهو يشكو أن التغطية الاعلامية لـــــ«بلاك ووتر» كانت متحيزة وغالباً ما كانت خاطئة.

ولكن على الرغم من تهجمه على العديد من ناقدي «بلاك ووتر» في كتابه، إلا أن برنس يبدو شبيهاً بهم عندما يتحدث عما يعتبره سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب. وهو يقول: «أنا أؤيد قتل جميع الارهابيين. ولكن الحقيقة، فإن أنور العولقي قتل، وابنه البالغ عمره 16 عاماً، والمولود في كولورادو، قتل أيضاً ليس لذنب اقترفه، وانما لأن اسمه ذكر في (قائمة القتل)، هو أمر يثير إحباطي»، وكانت ادارة أوباما قد ادعت أن العولقي، وهو مواطن أميركي تم قتله عن طريق هجوم بطائرة بلا طيار في عام 2011، كان أحد قادة «القاعدة» في اليمن.

ويقول برنس إن ابن العولقي تم قتله بصورة متعمدة في غارة أخرى، بعد أن قتلت الاولى والده. وقالت ادارة أوباما إن الغارة لم تكن تستهدف ابن العولقي وانما شخصاً اخر.

وقال برنس ايضاً إن المبالغة في الاعتماد على حرب الطائرات بلا طيار في الشرق الاوسط وجنوب آسيا من شأنه أن يؤدي إلى «نتائج مريرة»، بسبب الأضرار الناجمة عن مثل هذه الغارات. وقال إنه من الأفضل ارسال فرق صغيرة إلى مثل هذه المناطق لاستهداف الارهابيين، او إسناد هذا العمل إلى بدلاء من المنطقة. وكان برنس مهتماً جداً بموضوع الميزانية العسكرية والأمنية. وقال: «اليساريون يريدون حماية البرامج الاجتماعية، واليمينيون يريدون حماية الإنفاق على الدفاع والأمن. ولكني اقول إن عالم الدفاع والأمن يكون أفضل بميزانيات أصغر».

وقال برنس إن قضية الشاب النيجيري عمر فاروق، الذي كاد يفجر طائرة اميركية تعج بالركاب في يوم الميلاد عام 2009، تؤكد ذلك، وأضاف «لقد حذر والده وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) في أبوجا، ولكنها تجاهلت الأمر، ولم تفعل وزارة الخارجية أي شيء بشأن منحه تأشيرة الدخول».

تويتر