أردوغان يواجه الانتقادات من خصومه وحلفائه. رويترز

تركيا تتطلع إلى حلف جديد مع إيران

نتيجة فضيحة الفساد والرشوة التي انفجرت في تركيا، يواجه رئيس الحكومة التركي، رجب طيب أردوغان، الانتقادات من خصومه وحلفائه. ومن غير المرجح أن يضعف الجدل السياسي الدائر حالياً قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، التي يتوقع أن يرشح أردوغان نفسه فيها، ولكنه سيواجه وقتاً عصياً لتحسين صورة حزبه «العدالة والتنمية». وبالطبع فإن التطور الاقتصادي لن يساعده، لكن السياسة الخارجية ربما، إذا أثبت أن تركيا تلعب مرة أخرى دوراً رئيساً في الشرق الأوسط.

ولأكثر من عقد من الزمن تطور تركيا علاقاتها مع جيرانها العرب حيث جال الدبلوماسيون، ورجال الأعمال الأتراك المنطقة وفتحوا الحدود وطرق التجارة، وحصلوا على اتفاقات تجارية وسياسية. لكن في العام الماضي ابتعد أردوغان عن الشرق الأوسط نتيجة الفوضى التي طالت المنطقة.

وجاء توصل إيران إلى اتفاق مع الدول الغربية حول برنامجها النووي بمثابة الفرصة المناسبة بالنسبة للسياسة الخارجية التركية بطرق أخرى. وتتمتع إيران بنفوذ كبير لدى الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة، ولدى النخبة العلوية الحاكمة في سورية. وفي العراق، حيث صفقة النفط لم تنتهِ بعد تحتاج تركيا إلى مساعدة إيران، وهي تحتاج إلى مساعدتها في سورية أيضاً. وكانت تركيا قد ربطت سياستها في البداية حسب المطلب الأميركي المتمثل في رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، عن السلطة، لكنها أصيبت بخيبة أمل عندما اتفقت أميركا مع روسيا على نزع السلاح الكيماوي السوري فقط. وبالنظر إلى أن خطر انتشار العنف يعبر الحدود، تصبو تركيا إلى رؤية نهاية للحرب الأهلية في سورية. وتعتبر الحكومة المعتدلة في طهران أفضل أمل لتركيا من أجل دعمها لإنهاء الصراع.

وتعززت العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإيران، حيث بلغت قيمة التجارة بين الطرفين نحو 20 مليار دولار. وربما يكون الرقم الحقيقي أكثر من ذلك، لأن الادعاءات الأخيرة بالفساد والرشوة تفيد بأن مسؤولين أتراكاً ومصرفاً مملوكاً للدولة، كانوا يساعدون إيران للتهرب من العقوبات الدولية. وفي كل الأحوال فإن الواردات الإيرانية لاتزال تصل إلى تركيا، وبالمقابل فإن الاقتصاد التركي يعتمد على النفط والغاز الإيرانيين، وكذلك على استثماراتها من الدولارات كسوق كبيرة للتصدير.

الأكثر مشاركة