العيساوي: إعادة اعتقالي محاولة إسرائيلية لإهانة مصر
بإرادته القوية وعزيمته الجبارة كتب الأسير الفلسطيني المحرر سامر العيساوي، عنوان الكرامة داخل السجون الإسرائيلية، وتحدى جميع أشكال التعذيب والحرمان التي أمعن السجان في ممارستها بحقه، وقاوم الجوع والمرض، عندما خاض أطول إضراب عن الطعام على مدار 278 يوماً متواصلة، رافعاً شعار «كرامتي أغلى من الطعام»، بهدف كسر قرار الإبعاد بحقه، والعودة إلى مدينته القدس المحتلة.
ورفض العيساوي جميع المساومات والضغوط التي مارسها الاحتلال لوقف إضرابه عن الطعام، ولم يقبل بالذل والإهانة، وقاوم بكل ما يملك من قوة حتى انتصرت إرادته ليعانق الحرية من جديد.
وكان الاحتلال أعاد العيساوي إلى الأسر بعد شهور من الإفراج عنه في أكتوبر 2011، ضمن صفقة «وفاء الأحرار»، التي أفرجت بموجبها إسرائيل عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، الذي اختطفته المقاومة في غزة.
ويقول العيساوي لـ«الإمارات اليوم» من داخل منزله في حي العيسوية بالقدس المحتلة، «حاول الاحتلال من خلال إعادة اعتقالي مرة أخرى إهانة جمهورية مصر العربية التي أشرفت على صفقة وفاء الأحرار في عام 2011، وكانت الراعية لها، كما أراد أن يجعلني جسراً يمر من خلاله على جماجم الشهداء ومعاناة الفلسطينيين، خصوصاً سكان قطاع غزة الذين ضحوا بكل ما يملكون من أجل صفقة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي جلعاد شاليت».
ويضيف، «رفضت أن أكون جسراً يمر من خلاله الاحتلال على جثث الشهداء، ولم أستسلم لهم ولقراراتهم، وأرفض أن أكون بوابة يلتف الاحتلال من خلال على صفقة الأحرار المشرفة».
ويوضح العيساوي أن إضرابه عن الطعام من أجل تسليط الضوء على قضية الأسرى التي غابت عن العالم، والحفاظ على إنجازات صفقة «وفاء الأحرار»، بالإضافة إلى المطالبة بإطلاق سراحه من القيد.
ويقول صاحب أطول إضراب عن الطعام «حافظت من خلال إضرابي على كرامة أبناء شعبنا، فأنا جندي أقاوم المحتل من أجل وطني، وقمت بواجبي تجاهه من دون الشعور بأي صعوبة، وكنت بين خيارين إما النصر والعودة إلى القدس أو الشهادة، ولكن كنت على يقين بأنني سأتحرر وسأعود إلى مدينة القدس، والحمد لله هذا ما تحقق».
ويضيف، «حاول الاحتلال أن يساومني ويضغط علي، لكن لم أقبل بذلك، وأبلغتهم أن حريتي أغلى من الطعام حتى لو كلفني ذلك التضحية بنفسي فداءً للوطن».
وتدهورت حالة العيساوي الصحية بشكل كبير أثناء إضرابه عن الطعام، وأصبح معلقاً ما بين الحياة والموت، بسبب ضعف جسده وانهياره، لكنه استمر في إضرابه عن الطعام حتى آخر قطرة ماء في جسده.
وعن ذلك يقول، «لقد شعرت بحالة ضعف خلال فترة الإضراب، خصوصا عندما كنت في المستشفى الخارجي، إذ كان مدير المستشفى وهو اختصاصي قلب يقول في كل صباح لي: لماذا تبتسم وعلى ماذا تبتسم؟ أنت إنسان معجزة، فقد أبدى دهشته لتحملي الأوجاع والأمراض التي أصابتني، لأنه أخبرني أن وضعي الصحي صعب للغاية».
ويضيف «كانت أياماً صعبة للغاية بلاشك، لكن الهدف الذي وضعته للإضراب هو أكبر من سامر العيساوي، وهو الحفاظ على كرامة شعبنا الفلسطيني وحفاظاً على دماء الشهداء وآهات الجرحى ومعاناة الاسرى داخل السجون».
وكان الاحتلال الإسرائيلي عرض على العيساوي الإبعاد إلى غزة مقابل وقف الإضراب، لكنه رفض هذا العرض، معتبرا أن خروج المقدسي من القدس خيانة.
ويوضح العيساوي، أن أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية صعبة للغاية، في ظل وجود قرار إسرائيلي بإعدام الأسرى، خصوصاً المرضى منهم، الذين يعانون أوضاعا صحية سيئة في عيادة سجن الرملة.
ويقول «إن الأسرى يناضلون من أجل نيل حقوقهم وتحصيل العلاج الذي حرمهم الاحتلال منه، حيث يوجد تزايد في أعداد الأسرى المرضى المصابين بأمراض السرطان والضغط والسكري داخل السجون، وهذا دليل على وجود قرار بإعدام الأسرى».
ويضيف، أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية «تمارس هجمة شرسة بحق الأسرى، من خلال فرض عقوبات عليهم ومنعهم من التواصل مع ذويهم، وسحب جميع أجهزة الاتصال منهم، بالإضافة إلى حرمانهم من إكمال تعليمهم».