تفاصيل مهمّتهم سُرّبت لقادة «طالبان» وانتهت بمقتل ضابط برتبة نقيب وأسر «الكلب العقيد»
فشل محرج لقوات النخبة البريطانية في أفغانستان
ظهرت تفاصيل مثيرة، نهاية الأسبوع الماضي، لعملية اقتحام قامت بها القوات الخاصة البريطانية في أفغانستان والتي أدت إلى مقتل ضابط وأسر الكلب العسكري، وكمية من الأسلحة. وبدأت التحقيقات بشأن العملية الكارثية من قبل العمليات الخاصة، وسط ادعاءات تفيد بأن قادة طالبان وصلتهم أخبار عن العملية، واستعدوا لها بكمين شرس. ووصفت المصادر العسكرية العملية بأنها «فشل مثير للإحراج»، حيث قتل النقيب ريتشارد هالواي، 29 عاماً، خلال العملية التي كانت تهدف إلى قتل أو اعتقال عدد من كبار قادة طالبان في وادي ألينغار في إقليم لاغمان بالقرب من الحدود الباكستانية في ديسمبر الماضي. ويعتقد أن هذا النقيب هو أعلى رتبة في القوات الخاصة يلقى حتفه خلال القتال منذ عام 1982.
وتم أسر كلب بلجيكي تستخدمه القوات الخاصة لتفتيش المجمعات، من قبل طالبان وعرضه على شريط فيديو الأسبوع الماضي. وأطلق الآسرون على هذا الكلب البني اللون اسم داغاروال (التي تعني نقيب بلغة الباشتون)، وقالت طالبان انه لم يتم البت في أمر الكلب حتى الآن.
ومما يزيد في حرج موقف قادة القوات الخاصة البريطانية، أن طالبان تمكنت من أسر كمية من الأسلحة والعتاد، بما فيها بندقيتان على الأقل ومنظاران للرؤية الليلية وجهاز تحديد المواقع وقنابل صوتية، وكاميرا للتصوير الليلي. وكان هالواي أحد أفراد القوات الخاصة 42، وهي قوات النخبة السرية المؤلفة من القوة الجوية الخاصة، والقوات الخاصة البحرية، وجماعة القوات الخاصة للدعم، إضافة إلى فوج الاستطلاع الخاص.
وتقول المصادر إن قوة كبيرة تتألف من نحو 10 جنود من القوات البحرية الخاصة، وعدد من القوات الخاصة الأفغانية، كانوا في مهمة تستهدف أحد كبار قادة طالبان في وادي أليغار. ويعتقد أن الهدف يمكن ان يكون أحد أمراء الحرب المحليين، الذي يستخدم اسماً حركياً على اسم أحد قادة «القاعدة»، وهو أبومصعب الزرقاوي، الذي قاد أفراد طالبان في العراق قبل مقتله في عام 2006.
وهاجمت القوات مجمعاً للمسلحين في وقت مبكر من يوم 23 ديسمبر الماضي، بدعم من طائرتين بلا طيار من طراز «ريبر»، وحطت طائرات مروحية من نوع تشينوك بالقرب من المجمع. ويبدو أن معلومات الاستخبارات ما قبل العملية أساءت تقدير عدد المقاتلين في المنطقة. وتقول المصادر إنه يعتقد بأن هناك من أرسل معلومات عن العملية إلى طالبان التي كانت بانتظار وصول المروحيات.
وخلال الفوضى التي عمت المكان اختفى أحد كلاب التفتيش الذي كان يرتدي درعاً مضاداً للرصاص، إضافة إلى كاميرا موصولة بمصباح وجهاز تحديد الموقع.
وكان هالواي ضابطاً في سلاح الهندسة الملكية، لكنه كان يخدم في جولة مع القوات الخاصة البحرية، ووصفه والداه جاكي ونيل، وشقيقه لوك وخطيبته ساندي، بأنه «شاب استثنائي»، وقال قائده الذي لم يعلن عن اسمه، بعد الإعلان عن وفاته، لقد «توفي وهو يقود من المقدمة»، ويقال إن إدارة القوات الخاصة في بريطانيا تشعر بالقلق الشديد بشأن العملية، وإنها تنتظر نتائج التحقيقات الداخلية في القوات الخاصة البحرية. وثمة مخاوف من أن تواصل الميليشيات استغلال الكلب من أجل أغراض إعلامية. وكان شريط الفيديو يظهر الكلب العقيد يائساً نوعاً ما، ولكن بصحة جيدة، ويحيط به خمسة من المقاتلين يحملون البنادق والقنابل اليدوية.
وأكد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، أنه تجري معاملة الكلب بصورة جيدة، وإطعامه لحم الدجاج والبقر. وأضاف أنه «من الممكن دائماً استخدام هذا الكلب لأنه مدرب. واذا عرض علينا أحدهم مقايضته فإننا سنفكر في الأمر»، ولم تعقب وزارة الدفاع البريطانية على ذلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news