السلطات الإسبانية عاجزة أمام تدفق المهاجرين
تشهد إسبانيا في الأشهر الأخيرة تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين غير الشرعيين، القادمين من إفريقيا. ولم يقتصر الأمر على الأراضي الاسبانية، إذ تقول مصادر الهجرة في مدريد أن ما لا يقل عن 80 ألف مهاجر يتجهون حاليا إلى سبتة ومليلة على السواحل المغربية، وهما منطقتان تحتلهما اسبانيا. ويقول وزير الداخلية الإسباني جورج فرنينداز دياز، ان الوضع في المدينتين بات يسبب مشكلة حقيقية ليس فقط لبلاده، ولكن لدول الاتحاد الأوروبي أيضاً. وقال دياز ان نحو 40 ألف مهاجر في المغرب يحاولون الوصول إلى سبتة ومليلة، ومثلهم على الحدود بين موريتانيا والمغرب في الاتجاه نفسه. وتقول الشرطة الإسبانية في المدينتين، ان سبتة ومليلة تشهدان غزواً من قبل المهاجرين. وقد تمكّن حرس الحدود من منع مئات الأفارقة من العبور إلى سبتة الأسبوع الماضي، واتهم دياز مافيا الاتجار في البشر بالوقوف وراء هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين. من جهتها، قالت الشرطة المغربية إن معظم المهاجرين وصلوا إلى شمال المغرب سيراً على الأقدام، وحاولوا تسلق السياج الحدودي. ومنذ وقت طويل، ينظر الأفارقة إلى سبتة ومليلة باعتبارهما جسراً آمناً للوصول إلى أوروبا دون الحاجة إلى المغامرة بعبور البحر الأبيض المتوسط، وفي الغالب يكون محفوفاً بالمخاطر، وهو الطريق الذي يودي بحياة المئات من المهاجرين كل عام. ولكن عدد الوافدين غير الشرعيين تصاعد في الآونة الأخيرة، وتحول إلى مأساة في الأسابيع الأخيرة، عندما غرق 15 مهاجراً على الأقل قبالة سبتة، بينما كانوا يحاولون الالتفاف حول السياج عن طريق البحر. ويذكر أن الشرطة الاسبانية أطلقت الرصاص المطاطي في اتجاه القارب، الأمر الذي أنكرته الحكومة في البداية. وذكرت وسائل إعلام إسبانية أنه من أجل التصدي لهذه الظاهرة الجديدة في مجال الهجرة غير الشرعية، عمدت السلطات إلى تعزيز المراقبة في المعابر الحدودية لمنطقتي سبتة ومليلة.