بوتفليقة يحصّن الجزائر ضد «الربيع العربي»
على الرغم من الاستهجان الكبير من الجزائريين والعرب، لإعلان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة، إلا أن منتقديه ومؤيديه يتفقون على أنه نجح في أن ينأى بالجزائر عن موجة الثورات، التي شهدتها بلدان عربية في ما يعرف بـ«الربيع العربي»، وذلك من خلال زيادة رواتب الموظفين الحكوميين، وتخفيفه حدة مشكلة الاسكان.
وعلى الرغم من بلوغه 77 عاما، وقضائه 15 عاما في سدة الحكم، والمتاعب الصحية التي يعاني منها إلا أن بوتفليقة يبدو مصمما على الترشح لولاية رئاسية جديدة، ولا يكلّ من العمل لزيادة نفور الشعب الجزائري من أي «ربيع عربي»، أو أي تغيير أو إصلاح إذا كان سيكون على طريقة سورية أو مصر أو اليمن أو العراق، غير أن الشعب الجزائري لم ينسَ الموجات الطويلة من أعمال العنف الأسود، وما حصدته من أرواح المدنيين، بما يصل إلى ربع مليون في عقد التسعينات والعقد التالي، حيث قتل عدد كبير منهم على أيدي بلطجية الحكومة - عقب قرار الجيش حينئذ إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات التي فاز فيها الإسلاميون. كما يعتبر بوتفليقة الجزائر ممثلة فيه وفي حكومته والبرلمان، شريكا فاعلا للغرب في الحرب على الإرهاب، ويبدي تعاونا كبيرا مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص. ويقول الصحافي الجزائري الشهير، كمال داود «يبدو العالم متعطشا للحرية، وإن بوتفليقة يهوي بالجزائريين إلى العبودية والهاوية بحماقته»، ويبدو التعبير صراحة عن هذه الانتقادات غير مألوف في الجزائر، حيث يتوخى الصحافيون فيها الحذر، في ظل سيطرة قادة الجيش على مقاليد السلطة. كما يتراشق جنرالات الجيش والمخابرات الجزائريون، الذين يعاني معظمهم سمنة مفرطة بالانتقادات، حيث خسر رئيس المخابرات محمد مدين، فيما يبدو، أرضا لمصلحة رئيس أركان الجيش الجنرال أحمد قايد صالح.