مناهض لأساليب الفساد.. وغيّر بالفعل قواعد اللعبة السياسية
«الإنسان العادي» يهزّ عروش الأحزاب التقليدية في الهند
ظهرت في الهند حركة سياسية جديدة، مناهضة لأساليب الفساد التي تتبعها الأحزاب الرئيسة في البلاد. وتهدد هذه الحركة بزلزلة مكانة تلك الأحزاب، خلال الانتخابات العامة القادمة، المتوقع تنظيمها في مايو المقبل.
وعلى الرغم من أن حزب «الإنسان العادي»، قد تم تشكيله فقط في نوفمبر 2012، فمن المتوقع أن يستقطب ما يصل إلى 50 ألف مؤيد، في حملته الانتخابية التي انطلقت الشهر الماضي، في هريانا بالقرب من دلهي. وادعت العضو التنفيذي في الحزب، شازيا ألومي، أن الحزب غيّر بالفعل قواعد اللعبة السياسية في البلاد، وتضيف حزب الإنسان العادي «بدأ يخلق أمواجا، ويستقطب المواطنين».
وتعتبر ألومي (43 عاما)، مقدمة البرامج في تلفزيون «ستار نيوز»، صورة طبق الاصل للشباب الهندي المتحضر المتعلم جيدا، الذي يسعى للانتماء إلى حزب بديل عن حزب المؤتمر الوطني وبهارتيا جناتا، اللذين تلطخت سمعتهما بالفساد والمحاباة وعدم الفاعلية. وتقول ألومي «كلما قرأت عن الفساد السياسي، أشعر في قرارة نفسي بأننا أمة مخدوعة». وتظهر صور ألومي على ملصقات الحزب، وتفكر في ترشيح نفسها لمقعد بالبرلمان في دلهي.
وتشرح سبب انتمائها لحزب الانسان العادي، قائلة إنها سئمت الأحزاب التقليدية. ويعول الحزب كثيرا على أصوات الطبقة الوسطى، التي خاب أملها في الاحزاب الرئيسة، بسبب الفساد والبيروقراطية. وتقول «نتحدث داخل الحزب عن موضوعات جادة، لا تخوض فيها الأحزاب الأخرى تتضمن مسائل الأسعار، وصناعة السياسات، والشفافية، ورأسمالية المحاسيب - اعتماد رجال الاعمال على أحزابهم في أعمالهم التجارية - وهذا هو سبب تميزنا». وتقول إن محاربة الفساد تقع في صميم مسؤوليات حزبنا.
واستلم الحزب أكثر من 9000 طلب ترشيح، خلال الأسابيع الستة الماضية، بعد أن أعلن عن خطط لإشغال 350 مقعدا من مقاعد البرلمان، البالغة 545، خلال الانتخابات في مايو المقبل.
ويعتقد محللون أن الحزب صار يهز السياسة الهندية بعنف، للحد الذي يهدد مكانة زعيم المعارضة، ناريندرا مودي، الذي ينتمي لحزب بهارتيا جناتا، والذي من المتوقع أن يصبح رئيس الوزراء القادم.
وجاءت ولادة الحزب في أعقاب تظاهرة مناهضة للفساد عام 2012، والتي نظم فيها آلاف من أبناء الطبقة الوسطى احتجاجات في الشوارع تضامنا مع الناشط كيسان هازاري (76)، الذي أضرب عن الطعام في مسعى لـ«تنظيف السياسة من الفساد»، وأسس تلميذه، آرفند كيجروال (45) الحزب.
ويعتقد الكثيرون أن أرفند سياسي داهية، استطاع أن يكتسب شعبية طاغية بتركيزه بفضحه الأوهام التي يروجها سياسيو الأحزاب الرئيسة، بينما يعتقد الاخرون أنه ليس سوى غر في السياسة غير خبير بدروبها.
وكشف استفتاء للرأي، أجرته مجلة «انديا توداي»، أن 39% ممن شملهم الاستفتاء يفضلون كيجريوال رئيسا للوزراء، حيث حل ثانيا بعد مودي. الباحث بمؤسسة أبحاث أوبزيرفر، سمير ساران، إحدى المؤسسات الفكرية، يعتقد أن كيجريوال يشكل تهديدا للأحزاب الرئيسة من حيث الرسالة والاستراتيجية. ويمضي قائلا «من حق مودي أن يرتعب إذا فاز حزب الانسان العادي بـ20 أو 30 مقعدا، لأن نصف هذه المقاعد هي في الاصل تعود إلى بهارتيا جناتا، وهذه المقاعد هي التي تحدد ما إذا كان مودي سيفوز برئاسة الوزراء».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news