مشروع استيطاني جديد يربط الأنفاق أسفل «الأقصى»
بعد أن فشلت محاولات المستوطنين لشراء الأرض، التي تعود لعائلة الشاب إياد العباسي، من حي عين حلوة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، البالغة مساحتها دونمين، سيطرت بلدية الاحتلال في القدس عليها، وصنفتها ضمن مساحات الأراضي الخضراء، وذلك لتنفيذ مشروع استيطاني جديد.
ويمتد مشروع «بيت العين»، الذي كشف عنه مركز معلومات وادي حلوة ـ سلوان قبل أسبوعين، على مساحة 1200 دونم مربع من أراضي المقدسيين التي سلبت منهم، كما حدث مع عائلة العباسي، في منطقة العين أسفل حي وادي حلوة.
ويعدّ المخطط الاستيطاني، الذي سيتم من خلاله تأسيس متحف عن التاريخ اليهودي استكمالاً لمشروع «كدام» المراد تنفيذه عند مدخل الحي، وهي المساحة التي تطلق عليها سلطات الاحتلال «الحديقة الوطنية حول سور القدس»، بدعوى التنمية وكشف موقع أثري، والمحافظة عليه وتطويره.
فيما يعمل المشروع، الذي يتكون من طابقين، بحسب ما كشف عنه مركز المعلومات المقدسي، على ربط الأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل وادي حلوة والمسجد الأقصى بمخطط كدام، الذي يقام على شبكة من الأنفاق التي حفرت خلال الأعوام السابقة، والممتدة من عين سلوان حتى حائط البراق.
وكانت بلدية القدس قد سلمت إياد العباسي إلى جانب ست عائلات أخرى في الحي، إعلاناً حول المشروع، إذ يحمل الإعلان تهديداً بمصادرة الأرض بشكل كامل لمصلحة تنفيذ المشروع الذي سيقام عليها.
ويقول العباسي، وهو يحمل قرار مصادرة أرضه، «إن قطعان المستوطنين حاولوا مرات عدة شراء أرضنا، البالغة مساحتها دونمين، وعرضوا علينا عروضاً خيالية، ومبالغ مالية طائلة، وفي كل مرة نرفض ذلك، لأنه وبمجرد التفريط بأرض الآباء والأجداد فسنفقد حقنا في الإقامة بالقدس، وبالتالي سنبقى معرضين لخطر التهجير القسري».
وتعيش العائلات السبع، التي تسلمت إعلان تنفيذ مشروع بيت العين على أراضيها، في 22 شقة سكنية على مساحة خمسة دونمات، والعائلات هي، العباسي وأبوميالة وأبوصبيح وأبوإسنينة، وذلك بحسب مدير مركز معلومات وادي حلوة ـ سلوان، جواد صيام.
ويقول صيام لـ«الإمارات اليوم»، «إن المشروع الاستيطاني الجديد هو حكومي وبإشراف جمعية (إلعاد) الإستيطانية».
ويشير إلى أن المشروع الجديد سيقام في القسم الشرقي من حي وادي حلوة جنوب المسجد الأقصى، ويحمل مسمى «مركز سياحة في معيان هيجيون في الحديقة الوطنية عير دافيد - في محيط أسوار القدس».
من جهته، سيقدم المحامي سامي ارشيد، اعتراضات باسم السكان المتضررين ضد مصادرة أراضيهم لإنشاء «مركز سياحي» ولتكون «منطقة العين» خاصة بقطعان المستوطنين.
ويقول، «إن المخطط الاستيطاني الجديد يهدد عروبة وإسلامية الحي الملاصق للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، خصوصاً أن جمعية إلعاد الاستيطانية اعترفت أخيراً بعدم وجود علاقة بالتاريخ اليهودي في المكان، حيث يوجد برج كنعاني في منطقة العين المراد تنفيذ المشروع عليها».
ويشدد على ضرورة تحرك السلطة الفلسطينية باعتبارها عضواً كامل العضوية في منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، العمل الفعلي والسريع للحيلولة دون تنفيذ المشروعات الاستيطانية، مشيراً إلى أن القوانين الدولية تمنع تغيير المعالم الأثرية والتاريخية في الدولة المحتلة.