توأمان يفترقان للمرة الأولى بعد 26 عاماً
ظلت الشقيقتان أنستازيا وكسنيا سوياً طوال حياتهما، ولم تفترقا أبداً، فقد درستا في المدرسة الابتدائية نفسها، ثم الثانوية وبعد حصولهما على شهادة البكالوريا التحقتا بالكلية الطبية التي يلتحق بها نخبة الطلاب الأميركيين في جامعة نيويورك.
خلط الجميع يعرف في جامعة نيويورك التوأمين المتشابهتين تماماً، وهما محبوبتان من قبل زملائهما والهيئة التعليمية. وتقول أنستازيا إن المرضى في المستشفى دائماً يخلطون بينهما، وكذلك الأطباء والممرضات. |
وبعد 26 عاماً من العيش والدراسة سوياً، حان الوقت ليفترق التوأمان لأنهما ستتخصصان في مجالين مختلفين، وفي ولايتين مختلفتين. وتقول أنستازيا «لقد فعلنا كل شيء معاً إلى هذه اللحظة»، مضيفة «ستكون المرة الأولى التي نفترق فيها خلال 26 عاماً»، وستكمل أنستازيا دراستها في نيويورك، في حين ستنتقل شقيقتها كسنيا إلى ولاية كونيتيكت القريبة، حيث ستتخصص في التخدير. وتقول الأخيرة «ستكون شقيقتي قريبة مني وستأتي لزيارتي، لأن شقتي ربما أوسع»، ويعرف الجميع في جامعة نيويورك التوأمان المتشابهتان تماماً، وهما محبوبتان من قبل زملائهما. وتقول أنستازيا، وهي تبتسم، إن المرضى في المستشفى دائماً يخلطون بينهما «أحياناً نكون في مجموعتين مختلفتين أثناء فترة التدريب، وعندما ترى إحدانا مريض الأخرى فإن الأمر يختلط عليه» موضحة «الأطباء والممرضات أيضاً يصابون بالحيرة، عندما نصادفهم في الممرات أو خلال التدريب».
وكان الأمر أكثر خداعاً في مستشفى قدامى المحاربين في نيويورك، حيث كانت الشقيقتان تتدربان، فالممرضات «كدن يصبن بالجنون»، حسب تعبير كسنيا، عندما يتحدثن مع مرضى التوأمين، فيجدن أنهم لا يعرفون شيئاً عن الأمر، لأنهن يخلطن بينهما، إذ تتحدث الممرضة مع مريض كسنيا معتقدة أنه مريض شقيقتها. وقضت الأختان وقتاً جميلاً عندما هاجرتا مع عائلتهما من أوكرانيا إلى الولايات المتحدة، إذ استغرق تأقلمهما مع الحياة في منطقة بروكلين في نيويورك وقتاً طويلاً، إلا أنهما تعلمتا الانجليزية بسرعة. وقالت أنستازيا إنها كانت تعتقد أن المدن الأميركية مليئة بناطحات السحاب، وأصيبت بخيبة أمل عندما رأت أن الحي الذي انتقلوا إليه لا يزيد ارتفاع بناياته على ستة طوابق.