«بهاراتيا جاناتا» بطل التنمية والتطوير

«مودي» من بائع شاي إلى رئاسة وزراء الهند

صورة

يعتبر زعيم حزب بهاراتيا جاناتا، نارندرا مودي، والمرشح القوي لرئاسة الوزراء، بعد فوز حزبه في الانتخابات العامة الأخيرة في الهند، من أكثر الشخصيات شعبية وإثارة للجدل والاستقطاب في تاريخ السياسة الهندية. ويبدو الرجل بالنسبة لمؤيديه كما لو انه نسخة من المسيح، أو تجسيد لكثير من النفحات الإلهية أو المقدسة.

ويقول بعض المحللين، إن مودي نصير قوي للتنمية، لكنه محبوب أيضا من رأسمالية المحسوبية والمصالح الخاصة في الهند.

يبدو الصعود السياسي السريع لنارندرا مودي من بائع للشاي إلى رئيس وزراء لولاية جوجارات إلى مرشح لمنصب رئيس الوزراء عن حزب بهاراتيا جاناتا، يبدو أمراً جذاباً بالنسبة للهنود، ولاسيما الطبقة الوسطى التي ترغب في رؤية بلدها يحتل مكانه اللائق على خريطة العالم، لتبدو هذه المحطات كأنها عناصر رواية.

وهناك من يهاجمون مودي ويحاولون الحط من شأنه فيقولون إنه طاغية يعاني جنون العظمة، والمسؤول عن العقل المدبر لمذبحة جوجارات عام 2002، الذي كان يهدف إلى التطهير العرقي ضد للمسلمين، في تلك الولاية. وسأحاول إيحاد أسباب أو تبريرات لقراءتي المنفرة من مودي، والرافضة للكثير من مواقفه.

وصعود هذا الرجل يعبر عن مظهر من أعمق رغبات جميع أولئك الذين ينادون بالاحتفال بذاتية الهندوس وتأكيد عصبيتهم ونشأتهم من خلال نفي الآخر وإقصائه كالشيوعيين والمسلمين والمسيحيين.

ويدعو متعصبون من الهندوس إلى الانتقام من هذا الخطر القائم للعدو، في إشارة ضمنية إلى المسلمين، وتكسير مئات آلاف الجماجم، والى الاحتفال بإراقة دم العدو، لأن هذا الاحتفال يحقق سعادة كبيرة، غير أن قسماً كبيراً منهم لا يخفي إعجابه بأمثال مودي، باعتباره مبعوثاً من العناية الإلهية لترجمة أحلام القوميين الهندوس وطموحاتهم ورغباتهم.

ولا يخفي أنصار مودي إعجابهم بانضمامه إلى منظمة «آر إس إس» اليمينية الهندوسية المتطرفة، التي لا يخفي أعضاؤها إعجابهم بالزعيم الفاشي الإيطالي الراحل بينيتو موسوليني، والزعيم النازي أودلف هتلر، ويحلو لهم أحياناً كثيرة تشبيه المسلمين الهنود «بالأفاعي السامة الهادئة».

كما يبدو صعود نجم مودي متعارضاً مع أفكار غولوالكر، الرجل الثاني في قيادة منظمة «آر إس إس»، والمسؤول عن الأيديولوجيا فيها، الذي يركز على الفرد والنزعة الفردية. وعن الفرد يقول غولوالكر، انه يجب أن يكون موجودا كالملح، وإذا اختفى فيجب أن يبقى مذاقه. وبعد أن تمت تسمية مودي مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء عن حزب بهاراتيا جاناتا في نهاية 2013، تضاعف عدد فروع منظمة «آر إس إس» إلى مستوى غير مسبوق في مختلف أرجاء الهند.

وانتخب مودي رئيساً لوزراء ولاية جوجارات في 2001، ليعاد انتخابه ثلاث مرات متتالية، بعد ذلك لهذا المنصب، وعلى مدى 13 عاماً في هذا المنصب ظل الرجل، الذي يجيد المناورة، يحظى بالقبول الوطني العام في الولاية، على الرغم من أحداث العنف التي شهدتها الولاية في 2002، واستهدفت المسلمين الذين تعرضوا لجرائم قتل واختطاف واغتصاب وتعذيب وسرقة على نطاق واسع من الهندوس، بتواطؤ واضح وصريح من شرطة الولاية. ورفض مودي اتهامات له بأنه سمح بحدوث كل ما حدث للمسلمين على أيدي الهندوس، وقال إنه لا يشعر بأنه ارتكب أي خطأ «وان ما حدث هو تنفيس لغضب الهندوس من المسلمين».

كما يرى المعجبون بشخصيته أن فيه تجسيداً لشخصية مدير كفؤ وفعال وبطل التنمية والتطوير يتمتع بطاقة كبيرة، ورغبة أكبر لبناء الطرق والجسور وتحسين نظام المواصلات في الهند، وإيحاد صناعات جديدة بسرعة كبيرة. وحتى يبدو حلمه مقنعاً للهنود، فقد استثمر كثيراً في قوة الكوابيس من خلال اختراعه كابوساً بالشعور بأن عدواً ما يهدد الهند، ما يوفر أفضل طريقة للعمل وتفادي أي انتقاد أو دوسه بالإقدام.

تويتر