جنود بريطانيون خلال مهمة في أفغانستان. أرشيفية

صور الحروب الملتقطة ذاتياً تثير الجدل

يعمد كثير من الجنود إلى التقاط صور لأنفسهم في مناطق النزاعات والحروب في أوضاع مختلفة، أو مع ضحاياهم من أبناء تلك المناطق وهم جرحى أو قتلى بعد إطلاق النار عليهم. وبالإضافة إلى أن التقاط هذه الصور في حد ذاته يعد انتهاكاً للتعليمات وتجاوز لحقوق الإنسان، فإنها غالباً ما تثير الانتقاد وتؤجج الغضب، وتسهم في نشر ثقافة الكراهية وعدم تقبل الآخر، وتزيد من تعقيدات النزاعات. وهناك الكثير من الصور التي تم التقاطها لجنود أميركيين وبريطانيين مع ضحاياهم بعد قتلهم في العراق وأفغانستان، وجنود إسرائيليين وهم يعتقلون أطفالاً فلسطينيين أو يدوسون بأحذيتهم على رقابهم وهم ممددون، وقد تم عصب عيونهم وتقييد أيديهم إلى الخلف.

ومن أحدث الصور التي أثارت جدلاً كبيراً تلك التي نشرها جندي بريطاني على الإنترنت، ويظهر في إحداها وهو يشير بإشارة النصر بالقرب من جثة مضرجة بالدماء لمسلح من مسلحي حركة «طالبان» في أفغانستان بعد إطلاق النار عليه وقتله. وقد التقطت تلك الصور التي نشرت على موقع «لايف ليك» عام 2012 في أعقاب هجوم على قاعدة للجيش البريطاني.

ويدافع فريق عن هذه الصور الذاتية، ويقول إن نزعة الفضول وحب الاطلاع أمر عادي وجزء من طبيعة الإنسان، وإنه يجب عدم فصل الصور وفهمها بعيداً عن سياقها الطبيعي، في حين أن غير العسكريين يرون في الصورة ربطاً ليس أي تبرير بين الشماتة والغبطة بالموت وانتهاك قواعد معاملة أسرى الحروب، طبقاً لمعاهدة جنيف. وبعد فإنه مهما كانت المبررات يجب عدم تشجيع ثقافة الصور الملتقطة ذاتياً والمعروفة باسم «سيلفي» خلال المعارك، وفي مناطق الحروب.

الأكثر مشاركة