رئيس الوزراء المنتظر يحمس المتشددين للترويع والقتل

«مودي» يؤجج الكراهية ضد المسلمين في الهند

صورة

تزداد المخاوف مع اقتراب موعد نتائج الانتخابات في الهند، نظراً إلى صعود نجم التيار القومي المتشدد في البلاد. وتعرض المسلمون في ولايات مختلفة لمضايقات، وأحياناً للعنف الذي أودى بحياة عدد من الأشخاص. فقد اعتدى متشددون هندوس على عائلة مسلمة في مقاطعة أسام الواقعة شمال شرق الهند، وقتل في الحادث امرأة وولدها الرضيع. وتروي رامينا خاتون (11 عاما)، كيف هاجم مجهولون أمها وشقيقها الذي رمي في النهر ليلقى حتفه. وتروي رامينا أن 20 رجلاً ملثماً هاجموا قرية ناراينغوري، وكانوا يحملون أسلحة أوتوماتيكية.

في غضون ذلك، أثيرت مخاوف من احتمال تعرض الأقلية المسلمة في الهند للعنف، في حال فاز الزعيم القومي، ناريندرا مودي، في الانتخابات، وأصبح رئيساً للوزراء. ويعتبر مودي، وهو رئيس حزب بهاراتيا جاناتا، شخصية جذابة في الهند سنوات عدة. ففي استطلاعات الرأي، ارتفعت شعبية حزبه، حيث ينادي بتحقيق النمو الاقتصادي، وحكومة خالية من الفساد. وتقول رامينا «حاولنا الهرب في اتجاه النهر، لكن المسلحين أدركونا وقتلوا أمي رمياً بالرصاص»، مضيفة «سبحت في النهر، وحاول أحدهم قنصي لكني نجوت». ولم ينج من عائلة رامينا، المكونة من ستة أشخاص، إلا هي وأخاها زاينور البالغ من العمر تسع سنوات. وتعرضت القرى المجاورة للهجوم في الوقت نفسه، وقالت السلطات إن عدد الضحايا بلغ 45، إلا أن الأهالي يقولون إن العدد أكبر من ذلك. وأغلب الضحايا والمفقودين من النساء والأطفال، وجميعهم مسلمون. وتقول جاسمينا خالة رامينا إنها لجأت إلى الغابة هرباً من المهاجمين، بعد أن قتلوا حماتها أمام عينيها.

ويقول العديد من الناجين من المذبحة إن دوافع المهاجمين سياسية، فقد انتشرت شائعات بأن غالبية سكان مقاطعة أسام صوتت ضد مرشح قبيلة بوبو الهندوسية. وتقول جاسمينا إن «قبيلة بوبو لا يردوننا هنا لأننا (نحن المسلمين) أكثر منهم عددا، وبالتالي فنحن من نقرر مصيرهم عبر التصويت». وتقول الشرطة في المقاطعة إن مسلحين استهدفوا الأهالي، لأنهم يعتقدون أنهم هاجروا من بنغلادش بطريقة غير شرعية.

يذكر أن المقاطعة تعيش الخلافات العرقية والدينية منذ فترة طويلة، كما أنها تعج بالمجموعات المسلحة التي تحاول الحصول على حكم ذاتي. ويقول منتقدو مودي إن تصريحاته حول الهجرة غير الشرعية من بنغلادش، خلال الحملة الانتخابية، أججت الوضع في أسام، وحمّست متشددين لترويع وقتل المسلمين. ويبلغ عدد المسلمين في الهند نحو 180 مليون نسمة، في بلد وصل تعدادها إلى 1.2 مليار نسمة. وكان مودي قد هدد في وقت سابق بترحيل كل من يقوم بأعمال عنف من المسلمين، عندما يتسلم الحكم، دون أن يشير إلى غيرهم.

استمر مودي في استخدام ورقة الطائفية بعد المذبحة، فقد صرح في تجمع شعبي «إنهم يسلبون حياة شباب الهند»، في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين، الأمر الذي جعل المسلمين من أصول بنغالية يقلقون على أمنهم.

وفي الوقت الذي لم يحمّل فيه هنود مسلمون مودي المسؤولية على المذابح، إلا أن كثيراً منهم عبر عن قلقه من الخطاب المتشدد الذي تبناه الزعيم السياسي، وتساءل البعض عن مستقبل الهند في حال وصل بهاراتيا جاناتا إلى الحكم. ويقول المواطن الهندي في أسام، ويدعى جاهور الدين «نخشى أن يتم وصفنا بأننا بنغاليون ويتم ترحيلنا».

ويتهم الباحث في معهد «تاتا» في جواهاتي، عبدالكلام آزاد، الزعيم الهندوسي بزيادة التوتر بين الطوائف، ويحذر آزاد من أن «الاستقطاب الديني سيتزايد في عهد مودي».

تويتر