أطباء يؤكدون وجود حالة وفاة لطفل من كل 10 جدد
ولادة أطفال مشوّهين عقب استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية
من الطبيعي أن يأتي عدد كبير من المواليد الجدد في سورية في الفترة الأخيرة مشوّهين، بسبب استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وهو ما ينفيه ذلك النظام بشدة. وطبقاً لشهادة أطباء في أحد المستشفيات التي تستقبل اللاجئين السوريين، فإن هناك حالة وفاة لطفل واحد من كل 10 جدد، إذ يقول الطبيب قاسم الزين، «تقصدنا النساء الحوامل من القصير وحمص والقلمون، إلا أن النهاية في كثير من الأحيان تكون مأساوية ومحزنة، فنحن نتلقى نحو 100 حالة ولادة شهرياً في عرسال، 12% منهم يولودون أجنّة ميتة».
كما نشرت المعارضة السورية على صفحات التواصل الاجتماعي العديد من تسجيلات الفيديو، تؤكد ولادة أطفال سوريين مشوهين ومعوقين. وعادة ما يموت هؤلاء الأطفال المشوهون، ومنهم طفلة تدعى فاطمة عبدالغفار، إذ يقول والدها محمود عبدالغفار (26 عاماً)، إن فاطمة توفيت «بعد تسع ساعات من ولادتها بوجه مشوّه». ويضيف أن تعرض والدة فاطمة للغاز الكيماوي خلال فترة حملها، كان السبب في التشوهات التي ولدت بها، حسب ما أكده الأطباء له. وتقول، مروة، والدة الطفلة، إنها تعرضت للغاز الكيماوي في أغسطس الماضي، عندما كانت في الأشهر الأولى من حملها. وأشار الأطباء الذين فحصوا جثة الطفلة فاطمة، إلى أنها أول حالة وفاة لطفلة حديثة الولادة جراء استخدام الأسلحة الكيماوية في غوطة دمشق، وتبعتها وفاة طفلة ثانية.
قلق ومخاوف يقول الناشط نضال شيخاني، إن اللبنانيين والسوريين في المناطق الحدودية يتداولون همساً بواعث قلق ومخاوف، من أن هجمات غاز السارين على دمشق سببت تشوهات في عدد كبير من المواليد الجدد، وأن تأثير الهجمات يمتد إلى الضواحي والمشارف البعيدة للغوطة، وأن القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة له تأثيره في النساء الحوامل وتشوّهات الأجنّة، وان حالات الوفيات الأخيرة تضيف سبباً جديداً لضرورة إزالة الأسلحة الكيماوية من سورية نهائياً. «هيومان رايتس» تؤكد استخدام النظام غاز الكلور قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، المعنية بحقوق الإنسان، إن النظام السوري يواصل اللجوء إلى الهجمات بالغاز الكيماوي ضد المناطق التي يوجد فيها مسلحو المعارضة، وإنه ألقى قنابل من «غاز الكلور» على العديد من المدن والمناطق الشهر الماضي. وأكدت ان هناك «أدلة قوية» على أن قوات النظام ألقت براميل تحتوي على أسطوانات من الغاز المذكور. ومن جانبها، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إنها سترسل بعثة لتقصي الحقائق إلى سورية، للتحقيق في الاتهامات المتعلقة بهجمات بـ«غاز الكلور» و«الأمونيا»، حيث سارعت الحكومة السورية إلى القول انها تقبل بمهمة البعثة، ووعدت بتوفير الحماية الأمنية لأفرادها. |
ويضيف عبدالغفار «حين وقع الهجوم الكيماوي مرضت زوجتي بشدة، وهرعنا بها إلى مركز طبي قريب، حيث تحسنت حالتها الصحية، لكن المولودة ولدت مشوهة وتوفيت في الصباح التالي». ورفض بقوة أن تكون أسباب او عوامل بيئية اخرى هي السبب فيما حدث لزوجته وطفلته، ويقول إنه «لم يسبق لزوجته ان عانت أي عوارض مرضية من قبل».
وقتل أكثر من 1000 شخص، بينهم أطفال ونساء، خلال الهجوم الذي شنته القوات الحكومية السورية على منطقيتن في الغوطة الشرقية، في خطوة لكسر شوكة المعارضة السورية هناك، وعولج نحو 3600 آخرين من عوارض غاز السارين السام، طبقاً لمنظمة أطباء بلا حدود.
ويؤكد الطبيب قاسم الزين، الذي يعمل في عرسال بلبنان، أن هناك زيادة في عدد حالات ولادة الأجنّة الميتة، إضافة إلى الحاجة الماسة لاستخدام حاضنات الأطفال في محاولة للحد من حالات الوفاة. وأوضح أنه قدمت تسع نساء إلى المستشفى من احدى المناطق التي تعرضت للهجوم بالأسلحة الكيماوية، وفقدت ثلاث منهن أجنتهن، وأنه على ثقة بأن الاستخدام المتزايد للأسلحة المحظورة يؤدي إلى المزيد من التشوهات الخلقية والاضطرابات لدى المواليد الجدد.
ويقول رئيس «شبكة المواطن الصحافي»، علي باز، إن أسرة الطفلة فاطمة هم من سكان الغوطة الشرقية، لكنها تعيش الآن في منطقة أخرى تحت سيطرة النظام. ويقول أبوإبراهيم بكر، من «مركز الزهراء لأمراض النساء» في الغوطة الشرقية، إن التعرض للأسلحة الكيماوية يسبب بالتأكيد تشوهات خلقية للجنين خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى للحمل.
وثمة حالة أخرى للطفلة «جود»، التي لم تتجاوز شهرها الرابع، والتي تتلقى العلاج في أحد مستشفيات إدلب، إثر ولادتها بتشوهات خطرة في الساق اليسرى بلا أصابع في القدم. وتقول أمها إنها كانت حاملاً بجود لشهرين حين تعرضت للغاز الكيماوي خلال القتال في مدينة حمص في يوليو الماضي.
وحددت الباحثة الأكاديمية البريطانية كريستين غوسدين، التي درست ما بعد آثار التعرض للأسلحة الكيماوية، التشوهات الخلقية في نسل الناجين، وأحصت نسباً أعلى من حالات الإجهاض، والولادات الميتة، ووفيات الرضع حديثي الولادة. وتقول في شهادة لها امام الكونغرس الأميركي، إن الهجمات بغاز الخردل التي تعرضت لها منطقة حلبجة شمال العراق كانت لها آثار ونتائج استمرت طويلاً، «وانني أصبت بالصدمة للآثار المدمرة لتلك الهجمات منها الإصابة بأنواع من السرطان والعمى والتشوهات الخلقية».
وتقول روسيا ومنتقدون آخرون لاتهام نظام الأسد، إن هناك احتمالات بأن تكون الهجمات من عمل المتمردين أنفسهم، لإعطاء مبرر وتوفير غطاء لبدء تدخل دولي في سورية. كما تحدثت التقارير قبل ذلك عن استخدام «الكلور»، خلال اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة قرب بلدة كفر زيتا، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة نحو 100 آخرين.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبل أيام ان إدارة الرئيس باراك أوباما تؤيد ما ذهبت اليه الحكومة الفرنسية، من أن هناك أدلة على ان نظام الاسد شنّ هجمات بـ«غاز الكلور» على مناطق تحت سيطرة المعارضة السورية. وبدورهم ألقى مسؤولو الحكومة السورية باللائمة على «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة ذات الارتباط بتنظيم القاعدة في اللجوء إلى الهجمات الكيماوية. واستناداً إلى ما قالته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة في نهاية ابريل الماضي، فإنه تم التخلص حتى الآن من 92% من مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية، وان حمولة 16 شاحنة متبقية مازالت مخزنة في منطقة قرب دمشق تحت سيطرة جماعات المعارضة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news