السجون قنبلة موقوتة تهدّد فرنسا
أثارت قضية الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل، الذي قام به متطرف فرنسي، جدلاً واسعاً في فرنسا وأوروبا. ويصف البعض التطرف في السجون الفرنسية بالقنبلة الموقوتة. فقد باتت المؤسسات العقابية المنبت الأول والأساسي للتطرف والإرهاب، فيما يشكل المسلمون أكثر من نصف المعتقلين في فرنسا. وتقول مصادر في وزارة العدل أن عشرات الشباب المعتقلين المتطرفين يعملون على تعبئة السجناء الشباب ودفعهم للقتال لاحقاً في مناطق الصراع. وتبدو الظاهرة خطرة جداً، خصوصاً أن مهدي نموش، الذي هاجم المتحف اليهودي في بروكسل، تطرف في السجن قبل أن يقاتل في سورية إلى جانب «داعش»، كما فعل العديد من المفرج عنهم من شباب أوروبا الذي يعاني الضياع. وتواجه السلطات صعوبة في التعرف إلى المتطرفين، إذ إن الأكثر خطورة بينهم بات يعتمد أساليب التقية ويتجنب إظهار تطرفه من خلال مظهره. وطالب مسؤولون وأحزاب سياسية بضرورة مراقبة دور العبادة، وزيادة عدد الأئمة الفرنسيين كي يتم القضاء على منتحلي الصفة والمضللين وتفعيل الأجهزة المختصة. ويعتبر نموش اسماً آخر يضاف لقائمة الشبان الفرنسيين من أصل عربي الذين اكتسبوا صفة التطرف في سجون فرنسا ونفذوا عمليات قتل في أوروبا. وبعد خروجه من السجن، انتقل الشاب الفرنسي إلى مرحلة تجسيد أفكار التطرف التي تشبع بها، فسافر بعد ثلاثة أسابيع فقط من الإفراج عنه نهاية ديسمبر 2012 إلى سورية، حيث أمضى أكثر من سنة قبل أن يختفي اثناء عودته إلى أوروبا. في المقابل، قال خبراء ومحللون فرنسيون انه لا يتعين على الحكومة والرأي العام في فرنسا التغاضي عن البيانات التي تشير إلى أن المتشددين نجحوا في تجنيد أبناء المهندسين والمعلمين من أصول غير مغاربية، الذين درسوا في الجامعات ولم يرتادوا السجون.