الجماعة تستخدم معدات عسكرية متطورة في هجماتها الإرهابية
السوق السوداء و«القاعدة» سر قوة «بوكوحرام»
الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة بوكو حرام النيجرية تعكس مدى تقدم وتطور المعدات العسكرية التي استخدمتها هذه المنظمة في هجماتها، ومن هنا يتساءل البعض عن الجهات التي تقف وراء تمويل هذه الجماعة الإرهابية. ولعل اختطاف طالبات المدارس من قبل هذه المنظمة الشهر الماضي يعتبر دليلاً واضحاً على مدى شرورها، عندما أعلن قائد المجموعة، أبوبكر شيكاو، في شريط فيديو أنه سوف يبيع أكثر من 200 فتاة مختطفة في «سوق النخاسة».
وتقف خلف هذا الرجل في الصورة العديد من الآليات العسكرية الحديثة المدرعة، ويرجح الخبراء أن يكون شريط الفيديو قد تم تصويره في غابة سامبيسا النائية في شمال شرق نيجيريا، ولعل وجود مثل هذه الآليات العسكرية المتطورة في هذه المناطق الريفية يجعل الصورة تبدو متناقضة ومتنافرة.
وعلى الرغم من الفقر الذي يسود شمال نيجيريا، حيث يعيش 70% من السكان على أقل من 0.6 جنيه إسترليني في اليوم، تمتلك «بوكوحرام» في ما يبدو كمية غير محدودة من الأسلحة الثقيلة والمركبات والقنابل والذخيرة التي تستخدمها لقتل الآخرين بأساليب شريرة، حيث يتنكر أفراد المجموعة في زي رجال الجيش ويختلطون بالعامة. هذا الأسبوع اكتسحت المجموعة ثلاث قرى في شمال شرق نيجيريا، ما أدى إلى مقتل 400، مستخدمين أسلحة متطورة. ويروي المواطن صالح محمد، أحد أعضاء مجموعة انتظمت لتحارب منظمة بوكوحرام، أن المنظمة عاثت فساداً في القرى، وأحرقت المنازل وقتلت الناس بلا رحمة.
ويعتقد مسح شمل جهات أكاديمية وحكومية وإعلامية، أن «بوكوحرام» تمول أعمالها الإرهابية المتصاعدة من خلال تعاملاتها في السوق السوداء، ومن بعض المتبرعين المحليين والدوليين، وأيضاً من خلال ارتباطها بتنظيم القاعدة وغيرها من الجهات الممولة للجماعات في الشرق الأوسط. ويقول محللون إن جهاز المنظمة الخاص بجمع التبرعات معقد للغاية وغامض، وكتبت الصحفية الأميركية هيذر موردوك في «صوت أميركا»، قائلة «يبدو أن المصدر الفعلي للتمويل شبح مثله مثل المسلحين أنفسهم».
وبدأ جمع التبرعات لمنظمة بوكوحرام، بعد هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي والبنتاغون. وتأسست المنظمة عام 2002 على يد رجل متدين ذي شخصية جذابة يدعى محمد يوسف، لقي حتفه في وقت لاحق، وكان الغرض من تأسيسها هو إيجاد نهج تعليمي آخر غير النهج التعليمي الغربي الذي تتبناه نيجيريا، والذي تدعي المنظمة بأنه قوض التنمية في البلاد. وتعني «بوكوحرام» بلغة الهوسا «التعليم الآثم» أو المملوء بالآثام.
وفي ذلك الوقت، أرسل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، مبعوثاً إلى نيجيريا حاملاً معه ما تعادل قيمته 1.8 مليون جنيه استرليني لتمويل هذه المجموعة التي تشترك مع القاعدة في رؤيتها في ما يتعلق بالأحكام الشرعية. ويقول نائب مدير برنامج المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات في إفريقيا، إيج هينغدورن «كل ما أستطيع أن أقوله هو أن الكثير من المسلمين المحافظين في نيجيريا يعتقدون بأن هناك الكثير من الأموال المتدفقة إلى شمال نيجيريا، وأحد تلك المصادر هو تنظيم القاعدة».
ويعتقد مركز مكافحة الإرهاب بالأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت، أن «الاختطاف أصبح أحد مصادر التمويل الأساسية لـ(بوكوحرام)، وسيلة لانتزاع تنازلات من الحكومة النيجيرية والحكومات الأخرى، وتهديداً للأجانب ومسؤولي الحكومة النيجيرية». ويقدر خبراء أن عمليات الاختطاف تقدر قيمتها بملايين الدولارات على شكل فدية يحصل عليها المتشددون.
ويتفق الخبراء على أن أفضل الطرق للقضاء على «بوكوحرام» القضاء على مصادر تمويلها، إلا أن غموض المصادر يحول دون ذلك، حيث إن المجموعة متجذرة في الحياة الاجتماعية في شمال نيجيريا، وتتمتع بالسيطرة والنفوذ، وتمارس جمع الضرائب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news