إعلاميون يدافعون عن العدوان الإسرائيلي

«سي إن إن»: الفلسطينيون يريدون الموت

صورة

في قصفها على غزة، قتلت إسرائيل 69 غزياً بحلول يوم الخميس الماضي، بمن فيهم 22 طفلاً و13 امرأة، إضافة إلى 469 جريحاً، بمن فيهم 166طفلاً و85 امرأة، ودمرت 70 منزلاً. وبالطبع فإن هذه الأرقام تزايدت على نحو كبير. وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن» فشل مقدم البرامج جاك تابر خلال مقابلته مع مستشارة منظمة التحرير سابقاً، ديانا بوتو، في إقناعها أن اسرائيل بريئة تماماً، وأبلغها أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تطلب من النساء والاطفال البقاء في منازلهم كي يموتوا بالقصف الإسرائيلي، ولكنها أظهرت تشككها الكبير أن الغزيين يريدون الموت. وقال تابر إن الفلسطينيين يعيشون في ثقافة الشهادة، وهم يريدون الموت. وقال الجنرال ويليام ويستمورلاند، الذي حارب في فيتنام، حيث قتلت الولايات المتحدة أربعة ملايين رجل وامرأة وطفل ورضيع: «الشرقيون لا يمتلكون تقييماً عالياً للحياة مثل الغربيين، فالحياة بالنسبة للشرقيين رخيصة».

وقال السياسي والعسكري البريطاني، بناستر تارليتون، خلال جلسة في البرلمان البريطاني إنه يؤيد تجارة العبيد من منطلق أن الأفارقة لا يمانعون عملية استعبادهم. وقال الرئيس الأميركي السابق ويليام ماكينلي إن الشعب الفلبيني يرغب في أن تتم السيطرة عليه.

ووجهة النظر التي تقول إن الأشخاص الذين يتم تعذيبهم لا يبالون بذلك، لها تاريخ طويل يهدف إلى صرف الانتباه عن أن هناك أعمالاً شريرة ترتكب.

وقالت المذيعة في تلفزيون «إيه بي سي نيوز»، ديانا سوايار، لمشاهديها إن مشاهد التدمير التي عرضتها محطات التلفزة على انها في غزة هي في واقع الأمر في إسرائيل، ولكنها أجبرت في ما بعد على الاعتذار، ولكنها لم تلاحظ أن تلك المشاهد التي تحدثت عنها غير موجودة في إسرائيل أصلاً. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأميركيين في الولايات المتحدة يعتقدون أن العراق استفاد من الغزو الأميركي الذي أدى إلى دماره، وأن العراقيين ممتنون للأميركيين لهذه الحرب، في حين أن الولايات المتحدة هي التي تعرضت للمعاناة.

إذا لم يكن بالإمكان تصوير البشر على أنهم أشرار، لأننا نرى صورهم، ولأنهم في الثالثة من أعمارهم ولأن أطرافهم مقطعة، ولأن وحشيتنا لا يمكن تصويرها بأنها تسير لصالحهم، عندها يجب انكار هذه الوحشية. وعلينا أن نبعد أعيننا عنها أو نغير الحقائق، أو علينا أن نلقي اللوم على أشخاص آخرين لحدوثها.

ولكنها الأسلحة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والتي تقدم مجاناً لإسرائيل على حساب دافع الضرائب الأميركي هي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في قصف المدنيين في غزة. والاحتلال المتواصل للأراضي الفلسطينية هو السبب الأساسي للأزمة. ولكن هذه الجولة الجديدة من العنف تمت عن طريق الخداع، فقد علمت الحكومة الإسرائيلية أن ثلاثة إسرائيليين قتلوا، فتم إلقاء التهمة على حركة «حماس» ظلماً، ومن دون أي دليل، وادعت بصورة خادعة أن الإسرائيليين الثلاثة ربما لايزالون أحياء. وتم استغلال هذا الخداع لتبرير عملية بحث وإنقاذ، والتي أدت إلى مقتل العديد واعتقال المئات.

وعمليات العنف على نطاق صغير التي قام بها الفلسطينيون لا تبرر الأعمال الوحشية التي ترتكبها إسرائيل. وهي غير أخلاقية بالمطلق، كما أنها لن تكون لها نتائج مفيدة. ولكن إذا كانت جريمة قتل تبرر القتل الجماعي في الحروب، فإنه يتعين على الولايات المتحدة أن تشن حرباً شاملة على نفسها بصورة يومية طيلة أيام السنة، لأن هذه الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل تحت بند «مساعدة» يتم استخدامها لقصف منازل سكان غزة. وقالت جماعة «الصوت اليهودي» من أجل السلام في رسالة مفتوحة: «التزامنا الثابت بالحرية والعدل للجميع تدفعنا إلى الاعتراف بأن العنف يقع على الفلسطينيين بصورة واسعة. وذلك يجبرنا على التأكيد بأن هذا العنف له سبب قوي يتمثل في الاحتلال غير الشرعي. ونحن متحدون في مبادئنا، إذ إنه يجب وضع حد لإنكار الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، وكذلك فإن قصف المدنيين يجب أن يتوقف، وقتل الأطفال يجب أن يتوقف.

ديفيد سوانسون كاتب أميركي

 

تويتر