الرئيس الأميركي باراك أوباما. أ.ف.ب

العالم سيلوم أوباما إذا سقط العراق

العالم لن يلوم الحكومة العراقية إذا تعرض الأطفال والنساء المختبئون في جبل سنجار في شمال العراق للموت جوعاً أو من سوء المعاملة، ولن يلوم البابا فرانسوا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إذا قام المتشددون الإسلاميون بذبح 40 الفاً من المسيحيين والأقليات الأخرى الذين هربوا إلى قمة الجبل. وفي الحقيقة، فإن العالم من البابا في الفاتيكان إلى عامل المنجم في ويست فرجينيا سيلقون باللوم على الرئيس الأميركي باراك أوباما.

ولهذا فإن الرئيس الأميركي وجد نفسه تحت ضغط كبير للتحرك يوم الخميس الماضي، حيث واجه دعوات من جميع أنحاء العالم لاستخدام القوة الأميركية بهدف تقديم المساعدات الإنسانية الأميركية للاجئين العراقيين ومعاقبة قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي تحاول قتلهم.

ومن الواضح أن مناشدة البابا للمساعدة لم تكن موجهة إلى الحكومة العراقية. وقال البيان الذي نشره الفاتيكان «قدم البابا مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي كي يتخذ خطوات عادلة لوضع حد للمأساة الإنسانية التي تحدث الآن، ولحماية المهددين بالعنف، وتقديم المساعدة لهم».

وفي الوقت الذي كان أوباما مجتمعاً مع مستشاريه العسكريين في واشنطن لدراسة الخيارات المتاحة قبل اتخاذ قراره، كان يشعر جيداً بأنه تحت ضغوط كبيرة. وليس هناك من يستطيع فهم هذا الضغط أكثر من شخص حضر مثل هذه الاجتماعات بصورة روتينية تحت قيادة ثلاثة رؤساء أميركيين قبل حرب العراق عام 2003، وهو الكاتب بوب وودوارد الذي ذكر أن وزير الخارجية في حينه كولن باول قال للرئيس جورج بوش الابن «أنت ستكون مصدر فخر لـ 25 مليون عراقي. وستكون مصدر أملهم وطموحهم»، ولكن بعد نحو عقد من الزمن وبعد إنفاق ملايين الدولارات الأميركية وآلاف الإصابات والكثير من السياسات لايزال العراق مدمراً. وعلى الرغم من أن الرئيس أوباما تبجح بالقول انه أنهى دور الولايات المتحدة في الحرب، إلا أنه يجد نفسه الآن في ظروف ليست من اختياره ولكنها مناقضة تماماً لسياسته.

حيث بدأت الدولة الإسلامية سيطرتها على المدن العراقية وإشاعة جو الإرهاب في الشعب العراقي، في حين أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عاجز تماماً عن فعل أي شيء يذكر.

الأكثر مشاركة