تزايد تدفق «المجاهدين» الفرنسيين إلى سورية

أحد المجاهدين الأوروبيين في سورية. أرشيفية

عندما تتحدث الفرنسية دومونيك بونس، بلهجة طولوز الناعمة، لابد أن ثمة شيئاً كارثياً وعظيماً تتعرض له هذه المرأة الشقراء النحيلة، التي تقاعدت من الجيش، أخيراً.

في ديسمبر الماضي، علمت عبر رسالة وصلتها بالهاتف المتحرك بوفاة ابنها نيكولاس، وهذا الشاب هو مواطن فرنسي اعتنق الإسلام، يبلغ من العمر 30 عاماً، توفي بعد قيامه بتفجير انتحاري وهو يقاتل من أجل قضية الجهاديين في حمص. وقبل بضعة أشهر، قُتل أخوه غير الشقيق جان دانييل (22 عاماً) في سورية أيضاً، وسافر الاثنان معاً من طولوز إلى سورية. ولدى وصولهما إلى هناك أصبحا رمزاً للجهاد الأجنبي في سورية، حتى إنهما بثا فيلماً على موقع «يوتيوب»، يدعوان «إخوتهم» إلى الانضمام إليهم.

والسيدة بونس، وهي ملحدة، كانت تراقب بلا حول ولا قوة، تحول أسلوب حياة نيكولاس، وابتعاده عن أصدقائه، وعن شرب الخمور والرقص والفتيات. ولكن عندما بعث برسالة من سورية، أسقطت ما في يدها ولم تفهم ما يدور حولها. وقالت للمحطة الثانية في التلفزيون الفرنسي «اعتناق الإسلام أمر ليس خطيراً، لكن ذهابه إلى سورية كان صدمة كبيرة لي».

وباتت قصص الجهاديين المأساوية التي تتزايد مألوفة هذا العام في فرنسا. وبعد شهر على وفاة نيكولاس، غادر صبيان منزلهما ذات صباح إلى المدرسة، لكنهما كانا قد توجها إلى المطار وركبا الطائرة المتوجهة إلى إسطنبول.

ولدى وصولهما إلى تركيا اتصلا بوالديهما ليخبراهما بما فعلاه، ومن ثم اتجها إلى الحدود السورية. وظهر والد أحد الطفلين وهو فرنسي من أصل تونسي على محطة التلفزة، وقال إنه «محطم».

ولايزال التجنيد مستمراً ويتزايد، إذ تشير التقديرات إلى أن 700 ــ 800 مواطن فرنسي، توجهوا إلى سورية للقتال فيها منذ بدء الحرب، مع زيادة بلغت 75% خلال الأشهر الستة الماضية. وحسب الداخلية الفرنسية يوجد نحو 350 فرنسياً يقاتلون الآن النظام السوري، قتل منهم 30 شخصاً على الأقل.

تويتر