مع حديث أوباما عن تحقيق تقدم ضد «الجهاديين»

شكوك حول نجاح استراتيجية أميركا في الصومال

واشنطن تدعم القوات الإفريقية ضد الإسلاميين الصوماليين. أ.ب

منذ أن أصاب الرعب أميركا عام 1993، عندما أسقط زعماء العشائر في الصومال طائرات «بلاك هوك» أميركية، وسحبوا جثث طياريها في شوارع العاصمة مقديشو، ابتعدت واشنطن عن الصومال، إلا أن الصوماليين فوجئوا هذا الأسبوع بما وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ«الاستراتيجية الناجحة» في الصومال، التي تتمثل في الجمع بين الضربات الجوية ودعم «قوات شريكة على الأرض».

وكما هي الحال قبل 20 عاماً، لاتزال الصومال في حالة حرب. وفي الآونة الأخيرة طغت عليها «حركة الشباب المجاهدين»، و«تحالف الجهاديين الإسلاميين لتنظيم القاعدة»، ولهذا فإن كثيراً من المراقبين يعتقدون أن مجرد التفكير في المقارنة بين نهج عسكري في العراق مع ذلك المتبع في الصومال أمر مثير للإحباط. ويقول مدير معهد التراث للدراسات السياسية، ومقره مقديشو، عبدي اينتي، إن «هذه ستكون حرباً طويلة إذا كان أوباما يفكر فعلاً في الصومال».

وفي حقيقة الأمر، فإن دعم الولايات المتحدة لأكثر من 21 ألف جندي من قوات الاتحاد الإفريقي أجبر «حركة الشباب»، أحد فروع «القاعدة»، على الخروج من مقديشو، في حين ظلت القوات الخاصة الأميركية تعمل بهدوء في البلاد لسنوات.

وأسفرت الغارات الجوية عن قتل وتشريد بعض من كبار قادة الجماعة خلال العقد الماضي، كما أنها نجحت الأسبوع الماضي في القضاء على زعيم الحركة أحمد غودان. وأسرع أوباما ليؤكد النجاح الذي حققه أخيراً في خطابه إلى الأمة، عندما قال إن الولايات المتحدة «استطاعت القضاء على أعلى قائد تابع للقاعدة في الصومال». ومع ذلك، يعتقد الخبراء الإقليميون أن هذه الضربة الجوية هي الأحدث في سلسلة من التدخلات الأميركية التي يمكن أن تجعل الوضع في الصومال أكثر سوءاً.

 

تويتر