طالبوا بالسلاح لحماية أنفسهم وعائلاتهم
مأساة أكراد «عين العرب» تتفاقم مع اقتراب الشتاء
تجاوز عدد النازحين الأكراد شمال سورية 130 ألف لاجئ، والعدد مرشح للارتفاع في ظل الوضع الأمني المتردي هناك. وقد وصل عشرات الآلاف إلى الحدود مع تركيا، خلال الأسابيع الماضية، هرباً من مقاتلي تنظيم «داعش». واستغل المئات من النازحين فرصة فتح المعبر الحدودي، للدخول إلى تركيا في حين ينتظر الآلاف هذه الفرصة. وحضرت وسائل الإعلام العالمية بكثافة لتصوير المشهد المأسوي. ويقول أحدهم، ويدعى سحاب بصروي، إن الوصول إلى «مورستبينار» شاقٍّ ومحفوف بالمخاطر، «عندما هاجم عناصر (داعش) مدينة عين العرب (كوباني)، شعرنا بالخوف، وكانوا يرددون عبر مكبرات المساجد، أن لديهم الحق في قتل كل من تراوح أعمارهم بين السابعة والـ77 عاما». ويضيف بصروي «بالتالي جمعنا متاعنا، وغادرنا المدينة في الحال».
أما النازحة هنا محمد علي، فتنفي حصول النازحين على مساعدات رسمية، وقالت «أكراد تركيا يجلبون لنا الماء والفواكه والخبز، وهذا كل شيء». وتضيف النازحة بغضب «رأيتم الحال التي نحن عليها، نريد العودة إلى ديارنا في أقرب وقت ممكن». أما إسماعيل زيرافيك، الذي وصل إلى الحدود قبل أيام، فإنه ينتظر وصول عائلته «منذ أشهر، وهؤلاء (المقاتلين) يقتلون إخواننا ويغتصبون نساءنا»، موضحاً «وكل هذا يحدث أمام العالم والأسرة الدولية، على الأقل لو حصلنا على السلاح لكان بإمكاننا الدفاع عن أنفسنا».
وتقول التقارير الصحافية وروايات الأهالي إن التنظيم ارتكب «فظائع» بحق المدنيين، منها الإعدامات التي طالت الأطفال. في حين لايزال مصير المئات من الأكراد غير معروف، وبالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في سورية في مارس 2011، قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بتأسيس قوات أطلق عليها اسم «وحدات حماية الشعب»، وتمكنت الوحدات من بسط سيطرتها على مناطق عدة شمال سورية، كما تديرها مجالس محلية من دون اعتراف رسمي من أي دولة حتى الآن. ومنذ فترة تشتبك القوات الكردية بشكل مستمر مع عناصر «داعش»، الذي يسيطر حالياً على مساحات واسعة من العراق وسورية.
ويقول محمد عباس، الذي يقود مجموعة، تتضمن 20 شخصاً من بينهم زوجته وأطفاله الستة، إن «الجميع مرعوب»، مضيفاً «أين الإنسانية أين العالم، إنهم يقتلوننا ولا أحد يكترث بالأمر».
وكان حظ بعض النازحين الأكراد أفضل من غيرهم، فقد تم نقلهم بالحافلات إلى مركز صحي تابع للصليب الأحمر، يرافقهم جنود مسلحون، لكن الحراس منعوا الصحافيين من الاقتراب من هؤلاء.
وبإغلاق الحدود تكون أنقرة قد قررت التخلي عن آلاف النازحين السوريين، وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول. ويقول ويلات أفار، وهو طبيب في عين العرب «يستمر عناصر (داعش) في التقدم، وهم يقتلون الكثير في طريقهم ويجرحون ويختطفون». ويوضح الطبيب أن «العديد من الأشخاص اختفوا، ونعتقد أنهم اختطفوا». وأشار أفار إلى الحاجة الماسة للدواء والعتاد الطبي، خصوصاً المستخدم في العمليات الجراحية «لدينا الكثير من الجرحى، فالتنظيم قضى على الكثير في القرى التي اجتاحها، أنهم قطعوا رأساً شخصين أمام عيني». وبينما يتم انتظار أن تحقق الضربات الجوية ضد التنظيم المسلح نتائج على الأرض، ستستمر معاناة النازحين الأكراد، وربما استمرت إلى فصل الشتاء البارد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news