مودي يفضل الابتعاد عن الإعلام
يعاني الوسط الإعلامي الهندي المتاعب، وتحدث رئيس الحكومة ناريندرا مودي، الكثير وعلى نحو جيد، لكن حديثه لم يكن موجهاً إلى هذا الوسط. وخلال انتخابات الغرفة السفلى في الانتخابات الهندية، التقى مودي الصحافيين، وبصورة خاصة صحافيي التلفزيون. والآن عاد إلى عادته الأصلية، والمتمثلة في الاتصال عبر المواقع الاجتماعية والخطابات، وليس المقابلات والمؤتمرات الصحافية. وكان الصحافي الوحيد الذي خصه بمقابلة هو صحافي الـ«سي إن إن» فريد زكريا، حيث أجرى معه مقابلة تهدف بصورة رئيسة إلى تقديم الزعيم الهندي إلى العالم.
و تشعر جمعية رؤساء التحرير الهنود، وهي هيئة يسيطر عليها أصحاب الصحف وليس الصحافيون المحترفون، بالقلق لكونهم قد اشتكوا انعزالية مودي. وقالت الجمعية، في بيان لها الأسبوع الجاري، إنه «ثمة نقص في الشفافية في عمل الحكومة». وأضافت أنه «لدى إحجام رئيس الحكومة عن لقاء الصحافيين، أو تقييد وصول الصحافة إلى الوزراء، أو تقليل تدفق المعلومات إلى الملأ، تبدو الحكومة في أول أيام عملها كأنها تسير بما يخالف المعايير المتعارف عليها في النظم الديمقراطية، التي تستند إلى المحاسبة».
وتسير الأمور بهذا الاتجاه منذ بعض الوقت. وذكر موقع «سكرول.إن»، في بداية شهر يونيو الماضي، أن «إحدى الحقائق التي مرت مرور الكرام، من دون اكتراث من أحد، تدور حول اجتماع مودي مع كبار المستشارين الذين طلبوا منه عدم الاقتراب من الاعلام». وطلب رئيس الحكومة من أعضاء حكومته أيضا الإعراض عن التكلم مع الصحافيين، والاكتفاء بترك المتحدثين باسم الحكومة للقيام بذلك نيابة عنهم. وأضاف الموقع «أنها كانت الخطوة المهمة الأولى في تحويل نيودلهي إلى غانديغار، التي كان فيها رئيساً للحكومة لثلاث مرات متعاقبة، فقد كان أعضاء حكومته لا يتحدثون مع الإعلام إلا بعد الحصول على إذنه».
وتغيرت علاقة مودي بالإعلام، بعد أعمال الاضطرابات، حيث تعرض لأسئلة جارحة من الصحافيين. وأصبحت علاقته بالصحافة عدوانية، حتى إن صحيفة «غوجرات سماشر» الأكثر انتشاراً في الهند، يكن لها مودي كرهاً شديداً. وهو يشعر بأنه ليس بحاجة للإعلام بعد فوزه في الانتخابات.