التردد الأميركي في مواجهة «داعش» صعَّب المهمة في سورية والعراق
كان طبيعياً إلى حد كبير أن يتابع العالم كل هذا التردد الذي أظهرته الإدارة الأميركية، لاتخاذ قرار بشأن مواجهة خطر تنظيم «داعش»، وهو الأمر الذي تبرره التجارب القاسية السابقة للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.
ويبدو أن توقيت محاربة «داعش»، يتم في ضوء عدم وجود صورة واضحة للمستقبل السياسي أو استراتيجية خروج من المنطقة، فتركيا على سبيل المثال تريد الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد من دون الالتفات كثيراً، لضمان وصول دعمها للمعارضة السورية. ولا يمكن للغرب أن يحقق أي انتصار جراء التدخل في منطقة مشتعلة بالنزاعات والفوضى، من دون وجود استراتيجية محددة لخروج القوات الغربية وتصورات مستقبلية لما بعد هزيمة تنظيم «داعش». كما حذرت إيران تركيا من إرسال قواتها للعمل داخل الأراضي العراقية والسورية في إطار محاربة «داعش»، بعد أن تحدثت التقارير عن «جرائم حرب» ارتكبها التنظيم في بلدة عين العرب (كوباني) السورية المتاخمة للحدود مع تركيا. من جانبهم، أكد كبار المسؤولين العراقيين رفضهم أي تدخل أجنبي في أراضي بلادهم، حتى لو كان السبب للمساعدة في الحرب على مسلحي تنظيم «داعش». وقالوا إنهم منفتحون في التعامل مع كل البدائل والأفكار الأخرى غير هذا الخيار.
وقال نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن بلاده وشركاءها في الائتلاف يواجهون معركة طويلة لوقف تقدم متشددي تنظيم «داعش» في سورية والعراق، وإن قرار إدارة الرئيس باراك أوباما الانتظار حتى الشهر الماضي، لبدء الضربات الجوية ضد أهداف التنظيم ومواقعه كان صائباً.
واستبعد أن يتحول ما يجري إلى حرب برية أميركية ضد دولة عربية، أو أكثر، مشيراً إلى أن قرار البرلمان التركي تفويض الحكومة القيام بعمل عسكري ضد «داعش»، والسماح لقوات أجنبية بإطلاق عمليات من تركيا «دليل على نجاح التحالف»، الذي يجري حشد المزيد من الدعم له.