بغياب تحركات حقيقية من قِبَل الحكومات

58 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم

صورة

الملابس النظيفة المرتبة، والفطور الشهي، والمدرسة القريبة والجرس والأصدقاء والضحك والكتب والمدرسون، إنها الأشياء التي يتألف منها عالم الأطفال. وهناك الملايين منهم حول العالم يذهبون إلى المدارس يومياً، حيث يعتبر ذلك أمراً مسلماً به. لكن لنفكر للحظة أن هناك من لا يستطيع الذهاب إلى المدارس، أو أنه ليست هناك مدارس وغرف صف من الأصل، وليس هناك مدارس وكتب، وليس هناك أمل في التعلم والتطور؟

ثمة 58 مليون طفل حول العالم، لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس، موزعون على عشرات الدول، حيث يحرمون التعليم والحصول على مستقبل أفضل، ونحن بحاجة إلى تغيير هذه الحقيقة.

وجاء عدد من هؤلاء الأطفال الطموحين إلى نيويورك في الأسبوع الماضي، للفت انتباه قادة العالم الذين وجدوا في الأمم المتحدة. وهم يطالبون بالتحرك من أجل حصول كل طفل في العالم على القدرة على الذهاب إلى المدرسة الآن، ويطلق عليهم «حركة من أجل المدارس»، وبدأ هؤلاء القادة الأطفال حملات شجاعة في بلدانهم، وتحدث العديد منهم بصورة مؤثرة في الدفاع عن التعليم.

وسافرت الطفلة رابيا إلى نيويورك قادمة من باكستان، حيث يمنع الكثير من الفتيات هناك من التعلم، من أجل القيام بحملة عالمية. وقامت بحشد الكثير من الأطفال الصغار للكفاح من أجل التعليم، من خلال كتاباتها وتحدثها على الملأ وتنظيم النشاطات.

وكانت أداما من سيراليون التي تم تزويجها بغير إرادتها وهى في الـ13 من العمر. اضطرت للهرب والانضمام إلى مجتمع الشبان الصغار، حيث التقت فتيات أخريات تعرضن لتجارب مماثلة. ومنذ عودتها إلى المدرسة أصبحت مدافعة نشطة لإنهاء تزويج الطفلات في سيراليون، وحول إفريقيا والعالم. وإضافة إلى الصغار حضرت خديجة بلال عثمان، وهي من نيجيريا هذا الحدث العالمي، وقادت حملة: «أعيدوا فتياتنا»، لإنقاذ الفتيات اللاتي خطفن من مدارسهن على يد منظمة «بوكو حرام»، وهن يطالبن الأميركيين العاديين والجميع حول العالم بالتوقيع على العريضة التي قدمنها، والتي وضعنها على شبكة الإنترنت. وتلعب هذه العريضة دوراً حاسماً لأنه يوجد تراخٍ في العالم لإرسال الأطفال إلى المدارس، كما أن تمويل الحكومات للتعليم الأساسي انخفض في الفترة بين 2010 و2012.

ونحن نرى الهجمات بصورة متسارعة على المدارس وتلاميذها من الأطفال، بدءاً من إطلاق النار على الطفلة الباكستانية ملالا يوسف زاي، وعلى حافلة تقل أصدقاء ملالا إلى مدرستهم في باكستان، ومروراً بخطف 200 تلميذة من مدرسة في نيجيريا، وانتهاء بقصف المدارس في سورية وغزة.

ووعد قادة العالم بتأمين إرسال جميع أطفال العالم إلى المدارس بحلول عام 2015. لكن هذا الموعد يقترب بسرعة، دون وجود تحركات حقيقية من قبل الحكومات، وبناء عليه فإنه لن يتغير شيء.

وأمضيت الأسبوع الماضي في نيويورك مع رجال أعمال، وقادة منظمات غير حكومية وآخرين الذين تعهدوا بتقديم الدعم. واجتمعت مع 25 شخصاً من هؤلاء القادة الذين قالوا إنهم سيجتمعون في الـ20 من نوفمبر المقبل، الذي يعرف بـ«يوم الدعاء العالمي»، للمشاركة في العريضة التي قدمها الأطفال مع أنصارهم.

سارة براون مؤسسة «عالمهم» وهي جمعية خيرية تعنى بشؤون الأطفال

تويتر