مسلمو فرنسا تحت ضغوط التدابير الأمنية الجديدة
بعد انقسام حاد في الآراء حول السياستين الداخلية والخارجية للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، يبدو أن الأخير وجد مساندة غير مسبوقة، إذ دانت أطياف المجتمع الفرنسي المختلفة وحشية مقاتلي تنظيم «داعش»، وتناغمت ردود أفعال الإعلام والساسة الفرنسيين، وحتى الجمعيات الإسلامية في فرنسا. وبات القلق والخوف يسيطران على شريحة واسعة، إذ بات الخطر قريباً من فرنسا، فالمئات من الفرنسيين ذهبوا إلى الشرق الأوسط للقتال، ومنهم من عاد إلى بلده، كما يعتزم العديد من الشباب الفرنسي الالتحاق بصفوف المسلحين. وتقول وزارة الداخلية إن نحو 900 فرنسي، أغلبهم في العشرينات، تم تجنيدهم من قبل المجموعات المتطرفة، الأمر الذي يجعل التعامل مع هذه التطورات أمراً غير سهل. ولم يعد تجنيد هؤلاء الشباب يستهدف الفئات المهمشة في ضواحي المدن الكبرى، فكثير من المجندين ينتمون إلى عائلات الطبقة المتوسطة، كما أن بعضهم ليسوا من أصول مسلمة.
وبدأت الدول الأوروبية باتخاذ تدابير أمنية جديدة في مواجهة تنظيم «داعش»، الذي يشكل تهديداً خطيراً، نتيجة تقدمه في سورية والعراق، ووجود الكثير من المقاتلين الأجانب بين صفوفه. وتهدف هذه البلدان من خلال تلك الإجراءات، إلى منع وقوع هجمات إرهابية يمكن أن يكون مصدرها «داعش»، على أراضيها، إضافة إلى إعاقة ضم التنظيم لمقاتلين جدد إلى صفوفه. إلا أن بعض هذه الإجراءات تسببت في ضغوط متزايدة على المسلمين في أوروبا وفرنسا بالتحديد، نظراً لعدد المسلمين الكبير. وعلى الرغم من تصريحات المسؤولين الفرنسيين التي تبعد الشبهة عن مواطنيها المسلمين، إلا أن وسائل اعلام تحاول إثارة الفتنة في المجتمع الفرنسي. وأعطيت صلاحيات قانونية أكثر للشرطة، باتخاذ قرارات سريعة، وباتت أجهزة الأمن تحظى بصلاحية حجز جوازات سفر الأشخاص المشتبه فيهم لمدة شهر كامل.