ترحيب شعبي مصري واسـع بإنجاز «مزلقان أرض اللواء»
أكّد أهالي حي «أرض اللواء» بمحافظة الجيزة أن إنشاء «مزلقان اللواء»، الذي تم تنفيذه ضمن حزمة المشروعات الإماراتية في مصر، يمثل بداية النهاية لحل مشكلة الحي الذي شهد مدخله حوادث مأساوية عدة في الأعوام الماضية، وأشار مواطنون مصريون إلى ضرورة متابعة المنطقة مرورياً وأمنياً واجتماعياً بعد الانتهاء من المزلقان وتسليمه، وردّ مسؤولون مصريون على ملاحظات الأهالي بأن الحوار المجتمعي بينهم وبين أهالي اللواء سيظل مفتوحاً ومتواصلاً، للتعرف الى أهم المشكلات وحلها، حتى يمكن أن تأتي الإنجازات الاخيرة في الحي، وفي مقدمتها المزلقان بأفضل الثمار.
وكان محافظ الجيزة، علي عبدالرحمن، وبرفقته وزير الدولة ورئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، الدكتور سلطان أحمد الجابر، وسفير الدولة في مصر محمد بن نخيرة الظاهري، افتتحوا في 13 أكتوبر 2013 جسر المشاة الذي يربط بين حي اللواء والمهندسين.
3 ملايين مستفيد
تطوير منتظر لمشروع جسر «أرض اللواء» أعلن محافظ الجيزة، الدكتور علي عبدالرحمن، في تصريحات صحافية، أنه سيتم إنشاء نقطة للشرطة والمرورعند جسر «أرض اللواء». وقال إن النقطة ستقدم الخدمات الشرطية والمرورية، وتضع علامات إرشادية تبين للمواطنين مسارات الحركة بالمنطقة، إلى جانب تخصيص مساحات للباعة الجائلين وموقف للميكروباص وآخر لـ«توك توك» بجوار مزلقان أرض اللواء، لتيسير حركة المواطنين وتنقلهم من وإلى شارع السودان في إطار التنسيق العام للموقع. وأشار المحافظ إلى أن الكلفة الإنشائية للجسر تزيد على 80 مليون جنيه، ويعد أحد ثلاثة جسور تنفذها القوات المسلحة على مزلقانات السكة الحديد بأرض اللواء والبدرشين والبراجيل بدعم من دولة الإمارات بتكاليف تصل إلى 300 مليون جنيه. يذكر أن خطورة حوادث «أرض اللواء» دفعت شباب الحي وعدداً من نشطاء الاحزاب في فترة سابقة إلى جمع مبالغ مالية من الأهالي، بعد حادث أكتوبر 2013، وأنشأوا حاجزين حديديين (شادوف) لتنظيم عبور السيارات كمرحلة أولى، تتبعها سريعاً مرحلة أخرى بتركيب حاجزين آخرين ليصبح المجموع أربعة حواجز لتنظيم عبور السيارات على جانبي المزلقان في الاتجاهين.
الكُلفة الإنشائية للجسر تزيد على 80 مليون جنيه. الإمارات اليوم |
ويستفيد من تسهيل الحركة المرورية الذي يحققه الجسر أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وتجاوزت نسبة الإنجاز في جسر أرض اللواء 92%، ويزيد عدد العاملين بالمشروع على 1200 عامل.
وشهد مدخل «أرض اللواء»الذي يتقدمه تقاطع لخط سكك حديدية (متجه من القاهرة إلى أسوان والعكس)، مع طريق مروري للمشاة والسيارات، حوادث مروعة، آخرها في مطلع عام 2012، تمت فيه إطاحة القطار رقم 99 القادم من مغاغة بالمنيا والمتجه إلى القاهرة بسيارة تاكسي، ما أسفر عن مصرع ثلاث سيدات وطفل، بعد أن علقت إحدى عجلات التاكسي بين القضبان وتعثر إبعادها عن طريق القطار الذي أطاح بها وحولها إلى كومة من الخردة، أربع ضحايا تحولت جثثهم إلى أشلاء، هم جمال عبدالسلام (50 سنة)، ومنى محمد عبدالمقصود (28 سنة)، وابنتها ميرنا أدهم محمد (خمس سنوات)، وجميعهم من القصاصين بالإسماعيلية.
وشهدت «أرض اللواء»، الواقعة بجانب شارع السودان ومنطقة المهندسين بالقاهرة، أخيراً، الافتتاح التجريبي للجسرالعلوي بالمزلقان الذي يشمل إنشاء جسر من شارع ترعة الزمر باتجاه أرض اللواء إلى شارع السودان باتجاه العجوزة، وجسر آخر متصل بجسر ناهيا آخر شارع جامعة الدولة العربية.
وفي جولة صحافية بالحي القاهري عن المزلقان وتأثيره وردود أفعال أهالي المنطقة بعد إنجازه، رصدت «الإمارات اليوم » ترحيباً شعبياً من أهالي الحي بالمزلقان، مقروناً بمطالبات واسعة من الأهالي بضرورة اتخاذ خطوات عدة، منها نقل موقف الـ«توك توك» المواجه له، وتوسيع شارع الزمر، ونقل الباعة الجائلين، وتشديد القبضة الأمنية في مدخل الحي، ومواصلة الصيانة من الجهات المختصة للمزلقان.
وقال علي عبدالستار، صاحب محل خردوات في المنطقة: «نتقدم بالشكر للإمارات حكومة وشعباً على المزلقان، لكننا نطالب الحكومة المصرية ومحافظة الجيزة في المقابل بجملة إنجازات تطويرية حتى تصل الفائدة كاملة بعمل خطة شاملة متكاملة للمنطقة تقضي على الزحام والجريمة».
وقال الحاج رجب صاحب محل بويات في مدخل الحي لـ«الإمارات اليوم»، إن «مشكلة أرض اللواء لم تُحل نهائياً بإنشاء الجسرالجديد، لأن هناك مشكلات اخرى في التكاتك (عربات الركشة) والباعة الجائلين والميكروباصات، واللواء محتاجة إلى وقت كبير وشامل للحل».
الحل توسعة الترعة وأضاف أن الحل هو توسيع ترعة الزمر، وإغلاق بعض أكشاك الباعة، وبناء موقف للميكروباصات والتكاتك.
أما محمد عبدالسلام، الذي يعمل بالمحل، فقال لـ«الإمارات اليوم»، «إن المزلقان له مزايا عدة، لكن من عيوبه أنه عزل (أرض اللواء)، فدخول سيارات الإسعاف إلى المنطقة بعد انشاء وتشغيل الجسر الجديد سيحتاج إلى وقت أطول، لأن مسار الاسعاف هو من ميدان لبنان إلى شارع جامعة الدول العربية لكي تصل للوصلة الجديدة للجسر للوصول إلى أرض اللواء، ومع الزحمة المعتادة ستكون المسافة نحو ساعة بدلاً من ربع ساعة، كما أن جسر المشاة سيعيق كبار السن».
وتساءل عبدالسلام عن سبب عدم جلوس مسؤولين من محافظة الجيزة معهم لمناقشة مشكلاتهم، لأنهم الأعرف بالمشكلة، وطلب عبدالسلام من المسؤولين بالمحافظة «الاهتمام بوجود نقطة شرطة عند المزلقان للحفاظ على أمن المنطقة، لأن كل ربع ساعة توجد (خناقه)(مشكلة) أو حادث». وقال محمود رجب، صاحب محل أدوات صحية ويقيم بالمنطقة منذ 30 عاماً، لـ«الإمارات اليوم»، إنه لابد أن يتم بالموازاة مع افتتاح المزلقان، الاهتمام بالأهالي ومواجهة بقية مشكلات الحي، وفي مقدمتها «التوك توك» والميكروباص والباعة الجائلون «وإلا ذهبت الأموال التي تم صرفها على المزلقان سدى». وقال رجب إن «أقرب نقطة شرطة في مدخل اللواء عند مركز الشباب، وهي تبعد كثيراً عن المزلقان، وإنه لا توجد صلة مع الحكومة المصرية والمحافظة، فالحكومة المصرية لا تعرف ماذا يريد الأهالي».
وعن مميزات المزلقان، قال رجب: «لا أستطيع الحكم الآن، ولكن علينا الانتظار بعد تشغيل الجسر، كما أطالب المحافظ بعمل وإعلان رسم بياني بتخطيط المنطقة لاطلاع سكان المنطقة على التخطيط الجديد».
وقال محمد عبدالعزيز، وهو شاب في الـ30 من عمره من سكان المنطقة، إن المزلقان سيحل الكثير من المشكلات هنا، لأن الحوادث على المزلقان كثيرة، وهو يعلم أنه سيتم إنشاء مصعد كهربائي لسلّم المشاة لخدمة كبار السن، ويتساءل «لكن هل ستكون هناك شركة قائمة على صيانته تتابع يومياً؟». وأضاف أما بالنسبة للباعة الجائلين «فهناك على ترعة الزمر كراج كبير ممكن أن يتم تخصيصه لهم أو إنشاء موقف للميكروباصات بدلاً من استغلال البلطجية السيئ له».
وحملت «الإمارات اليوم» أسئلة وملاحظات وانتقادات المواطنين المصريين إلى رئيس حي «أرض اللواء»، اللواء أحمد عبدالحليم، والذي أكد انفتاح المحافظ ومسؤولي المحافظة وإدارة المزلقان على كل نقد إيجابي أملاً في الوصول إلى المصلحة العامة للحي، وضمان تشغيل المزلقان بأعلى كفاءة، والتأكد من حل المشكلات السابقة.
وقال عبدالحليم لـ«الإمارات اليوم»، بالنسبة للحوار المجتمعي «ذهبنا عشرات المرات وعبر مستويات مختلفة إلى الحي، واستمعنا لآراء الناس المختلفة، ومزجنا بين هذه الآراء، والرغبات الشعبية عبر الملاحظة والمعايشة المباشرة، والاعتبارات العلمية والهندسية والفنية التي يحسمها في النهاية متخصصون».
تحقيق مطالب الناس
وشدّد على أن المشروع يتضمن كثيراً مما طالب به الناس، إذ يضم المزلقان أماكن للباعة الجائلين، وبافتتاحه سيتم تسكين كل الباعة الجائلين الموجودين خارجه والذين يمثلون مشكلة مرورية وأمنية للأهالي، كما أن المزلقان يضم مصعداً لكبار السن، وبالتبعية ستكون هناك شركة مسؤولة عن صيانته ومتابعته دورياً، كما أنه سيضم في حد ذاته نقطة شرطة بداخله، وقال إنه «لو اكتشفت (الداخلية) أن هناك احتياجاً لتعزيز الوجود الأمني بشكل أو بآخر فلن تتردد في ذلك». ودعا الأهالي الى الانتظار حتى يتم فتح المزلقان «لأن معظم ما يدور في خلدها ستجده متضمناً في خدمات المزلقان، ثم بعدها اذا كانت هناك نواقص يتم النقاش».
وحول سيارات «التوك توك»، واقتراحات عمل موقف لها وتوسيع شارع الزمر، قال عبدالحليم إنه عقب افتتاح المزلقان ستتم خطة تطوير شامل للمنطقة تتضمن حل كل مشكلاتها، ومعالجة جميع الجوانب المرورية والأمنية والاجتماعية.