العنصرية مستمرة ضد الأميركيين من أصل إفريقي
اتخذت احتجاجات الأميركيين السود على ما يتعرضون له من ممارسات تمييز عنصري زخماً جديداً، لتستمر بلا توقف في نيويورك ومدن ومناطق أميركية أخرى، مع مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على اندلاعها احتجاجاً على قرار هيئة محلفين بتبرئة ضابط شرطة أبيض من تهمة إطلاق النار على فتى أسود أعزل في ضاحية فرغيسون في ولاية ميزوري.
وتلقت هذه التظاهرات والاحتجاجات قوة دفع كبيرة، بعد الكشف قبل يومين عن قرار بعدم معاقبة شرطي أبيض على صلة بقتل رجل أسود خنقاً. وبداية فقد اندلعت التظاهرات في نيويورك، بعد أن قررت هيئة محلفين عدم توجيه الاتهام للشرطي، بينما أظهر تسجيل، التقطه أحد المارة، أن الرجل الأسود الضحية، الذي كان يعاني الربو، شوهد يقول للشرطي أثناء القبض عليه «لا أستطيع التنفس».
وتم إيقاف إيريك غارنر، وهو أميركي من أصول إفريقية، وأب لستة أبناء، من قبل الشرطة في شهر يوليو الماضي، ويظهر التسجيل الشرطي الأبيض، دانييل بانتيليو، ممسكاً بعنق غارنر أثناء توقيفه. ونقل عن أرملة غارنر قولها في مؤتمر صحافي «إن المعركة لم تنته، وإنما بدأت لتوها، وأنا مصممة على الحصول على العدالة لزوجي». وبينما تجمع المتظاهرون في ميدان «تايمز سكوير» في نيويورك، اعتبر بعضهم أن المعاملة التي تتلقاها الأقليات تعيدها إلى عصور العبودية الأولى، ويقول أحدهم «نحن نلقى معاملة غير إنسانية منذ جئنا إلى هنا».
وامتدت الاحتجاجات إلى العاصمة واشنطن والى مينابوليس، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور. ويعلق نشطاء الحقوق المدنية، ومعظمهم من السود، آمالهم على ما سيظهره التحقيق الفيدرالي في القضية. وقال عمدة نيويوررك، بيل دي بلاسيو، إنه سيعاد تدريب شرطة المدينة على كيفية التواصل بصورة أفضل، والاحتفاظ بالهدوء أثناء عمليات الاعتقال. ورحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعهدات دي بلاسيو، قائلا إن «الكثير من الأميركيين يشعرون بظلم عميق في ما يتعلق بالهوة العميقة بين قيمنا وكيفية تطبيق القوانين».