رومانيا بحاجة إلى ثورة جديدة

بعد مضي 25 عاماً على إعدام الرئيس الروماني نيكولاي تشاوتشيسكو، في أتون ثورة شعبية عارمة وغاضبة، تبدو رومانيا بحاجة إلى ثورة جديدة، لنقل السلطة من أيدي أبناء النخبة السياسية والاقتصادية إلى ممثلين حقيقيين للشعب. ويبدو أن الشعب الروماني فقد على مدى أكثر من عقدين آماله في تغيير سياسي واقتصادي حقيقي، ينعكس إيجاباً على الحياة اليومية للمواطن، بعد أن كانت هذه الآمال تتجدد مع كل انتخابات رئاسية.

وفي السنوات الأخيرة ازداد ظهور المشرّدين والجوعى والمحبطين في شوارع بوخارست بشكل ملحوظ، في مؤشر واضح على تردي مستوى الحياة اليومية للرومان، ويجادل كثير من الرومان أن إعدام تشاوتشيسكو وزوجته إيلينا قبل25 عاماً، كان فجراً كاذباً لثورة جديدة، لأن إعدامهما كان أمراً مرتباً بشكل مسبق من رفاقه الشيوعيين، الذين حرّفوا مسار الانتفاضة الشعبية الجديدة، لتأخذ شكلاً أقرب إلى الانقلاب تناوب عليه عشاق التمسك بالسلطة، وليس أشخاصاً يؤمنون جدياً بالتغيير الحقيقي، أمثال الرئيس السابق ايون ايليسكو ورفاقه من الشيوعيين السابقين، وأقاربهم وأصدقائهم، الذين أمسكوا لسنوات بزمام الأمور في البرلمان، والأمن والمخابرات، ومختلف مؤسسات الدولة ومرافقها، وكان من الطبيعي أن يثري هؤلاء سريعاً من خلال تلقي الرشى، واستغلال النفوذ والمناصب، وفي الوقت ذاته يحرصون على أن يظهروا أمام عامة الشعب بأنهم قادة الثورة الجديدة.

 

تويتر