كيري يطالب الكونغرس بتفويض لمحاربة «داعش» 3 سنوات
طلب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، من الكونغرس اعتماد تفويض قانوني جديد لعمل عسكري ضد تنظيم «داعش» لثلاث سنوات على الأقل، وألا يحصر التحركات الأميركية جغرافياً في سورية والعراق. في وقت كشف إقليم كردستان العراق، أمس، عن مقتل 727 من قواته خلال المواجهات التي تخوضها منذ ستة أشهر ضد «داعش»، مع وصول عدد الفارين إلى الإقليم إلى مليون نازح.
وحث كيري الكونغرس على اعتماد تفويض قانوني جديد لعمل عسكري ضد تنظيم «داعش». لكن خلال نقاش محتدم، تعرض الوزير لانتقادات من جمهوريين وديمقراطيين شددوا على أنه إذا كان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بحاجة إلى سلطات جديدة لمحاربة المتطرفين فعليه أن يضع نصاً يعرضه على مجلس الشيوخ.
وحتى الآن استخدمت إدارة أوباما تفويضاً قائماً لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم القاعدة و«طالبان» وفروعهما، كان صدر بعد أيام من اعتداءات 11 سبتمبر 2001 كإطار قانوني لشن ضربات ضد تنظيم «داعش».
وقال كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ «أعتقد أننا متفقون جميعاً على أن هذا النقاش يجب أن ينتهي بتصويت حزبي يوضح أن هذه المعركة ضد تنظيم داعش ليست من طرف حزب واحد وإنما تعكس تصميمنا الموحد على إضعاف وهزيمة هذا التنظيم في نهاية المطاف».
وأضاف أن «شركاءنا في التحالف يجب أن يعرفوا هذا الأمر، وكذلك الرجال والنساء في قواتنا المسلحة، كما يجب أن يفهم هذا الأمر كوادر التنظيم القتلة ومرتكبو الاغتصاب».
وطلب من اللجنة الإسهام في وضع تفويض جديد «يعطي إشارة واضحة إلى دعم عملياتنا العسكرية الجارية ضد تنظيم داعش»، وحث كيري أيضاً على ألا يحصر النص التحركات الأميركية جغرافياً في سورية والعراق، مشيراً إلى أن صلاحيته يجب أن تكون ثلاث سنوات قابلة للتمديد.
كما دعا أعضاء مجلس الشيوخ إلى عدم استبعاد نشر قوات على الأرض.
وشدد أوباما على أنه لن يرسل قوات أميركية للقيام بأعمال قتالية ضد التنظيم، قائلاً إن «ذلك سيكون من مسؤولية القوات المحلية».
لكن كيري أوضح أن «هذا لا يعني أننا يجب أن نكبل مسبقاً أيادي القائد الأعلى للقوات المسلحة أو قادتنا في الميدان في إطار الرد على سيناريوهات أو أوضاع طارئة يتعذر توقعها».
وفي ما لم تخطط إدارة أوباما لشن أي عمليات مع التحالف خارج سورية والعراق، قال كيري إن السلطة القانونية الجديدة يجب «ألا تحد من قدرتنا» على التحرك في أماكن أخرى إذا تطلب الأمر.
وقال أمام أعضاء مجلس الشيوخ «برأينا سيكون من الخطأ إعطاء إشارة لداعش بأن هناك ملاذات آمنة لهم خارج العراق وسورية».
من جهته، قال رئيس اللجنة، روبرت منينديز، إن لديه نصاً جاهزاً للتصويت، مشيراً إلى أنه يمكن أن يمضي بذلك الخميس. واعتبر أنه ليس أمراً جيداً الاعتماد، كما هي الحال الآن، على التفويض الصادر عام 2001، والتصويت في 2002 لاجتياح العراق.
وشكلت جلسة الاستماع، التي استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة، فرصة مهمة أيضاً لأعضاء مجلس الشيوخ لكي يهاجموا الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.
واتهم السيناتور الجمهوري، جون ماكين، إدارة أوباما بالفشل في مساعدة الشعب السوري مع مقتل أكثر من 200 ألف شخص في النزاع المستمر منذ أربع سنوات تقريباً.
وقال ماكين أمام اللجنة إن مسلحي المعارضة السورية المعتدلة «لا يتفهمون صراحة لماذا لا تقومون بحمايتهم» من البراميل المتفجرة وهجمات الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف «لا نقوم بشيء لمنع بشار الأسد من قتلهم».
من جهته، انتقد السيناتور، ماركو روبيو، عدم قيام الإدارة بتحديد ما تحتاج إليه في معركتها ضد المتطرفين بوضوح. وقال روبيو «مع هذه الفكرة الواضحة حول ما يجب أن يكون عليه التفويض لا أفهم لماذا لم تقم الإدارة بخطوة لعرضه، على الأقل أمام هذه اللجنة كبداية لمناقشته».
وأضاف «إذا كان أوباما يريد التفويض للانتصار في المعركة، فيجب عليه إذن أن يحدد لنا شكل المعركة».
في السياق، وقالت وزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، في بيان، إن 727 قتلوا وجُرح 3564 وفُقد 34 آخرون، بينهم عناصر من البشمركة والأسايش (الأمن) والشرطة والمتطوعون، في الهجوم الهمجي الواسع الذي بدأه تنظيم «داعش» قبل نحو ستة أشهر.
وأضافت أن «قوات البشمركة تمكنت من إبعاد تنظيم داعش عن العديد من مناطق إقليم كردستان، والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم»، وأكدت «استمرار وقوف قوات البشمركة ضد هجمات تنظيم داعش بديلاً عن العالم».
وسيطر التنظيم على مناطق واسعة من العراق في هجوم كاسح، بدأ في التاسع من يونيو، بالسيطرة على مدينة الموصل ثانية المدن العراقية، إثر انسحاب مفاجئ للقوات العراقية.
وتعد الحصيلة الأخيرة الأعلى منذ إعلان الأمين العام لرئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، في الثامن من أغسطس الماضي، عن مقتل 150 وإصابة 500 من قوات البشمركة.
ولا تشمل الحصيلة التي أعلنت، أمس، المعارك التي خاضتها قوات البشمركة للدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني) السورية.
وقال الأمين العام لوزارة البشمركة، جبار يارو، لـ«فرانس برس»، إن «الأعداد التي ذكرها البيان تشمل القوات الكردية التي خاضت مواجهات مع داعش في داخل العراق»، مؤكداً أنه «لا يوجد لدينا أي شهيد من البشمركة في كوباني، وهناك 11 جريحاً أصيبوا بجروح خفيفة وتمت معالجتهم».
ودفع تقدم مسلحي التنظيم إلى مشارف أربيل عاصمة إقليم كردستان، قوات البشمركة إلى مواجهة التنظيم المتطرف. وكان أحد المبررات التي أعلنها أوباما لتوجيه ضربات جوية منذ أربعة أشهر.
وذكر وزارة البشمركة أن «قوات البشمركة تمكنت من إبعاد داعش عن العديد من المناطق القريبة من إقليم كردستان».
ودفعت هجمات المتطرفين خصوصاً وأعمال العنف، أكثر من مليون عراقي إلى النزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمناً، ولجأ مليون منهم إلى إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وأكدت نائب ممثل الأمين العام والمنسق المقيم للشؤون الإنسانية في العراق، جاكلين بادكوك، أن إقليم كردستان أصبح ملاذاً لما يقارب مليون شخص، ووصفت مساعدة الإقليم للنازحين بأنه «لا يقدر بثمن».