ألمانيا العجوز تخشى ازدياد «الأسلمة»
أصبح السياسيون الألمان يعبرون عن قلقهم بشأن نظام الهجرة الليبرالي، الأمر الذي جعل ألمانيا ثاني أكبر دولة تفتح أبوابها أمام المهاجرين بعد الولايات المتحدة، حيث استقبلت 400 ألف مهاجر في 2012 وحدها. وشجبت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التظاهرات التي نظمها آلاف الألمان ضد ما سموه «أسلمة ألمانيا»، والهجمات التي تتعرض لها المباني في بفاريا، والتي من المتوقع أن تؤوي الباحثين عن ملجأ. ويقول الناطق باسمها إنه لا مكان في ألمانيا للكراهية ضد المسلمين أو أي دين أو عنصر آخر. وتقول ميركل وحكومتها الائتلافية إن ألمانيا التي شاخ سكانها تحتاج إلى دماء مهاجرة جديدة ومهارات وافدة لكي تتجنب أي نقص في العمالة المهارة.
وهاجم وزير الداخلية، توماس دي منزيري، منظمي التظاهرات «الذين يلوون عنق الحقيقة»، ويؤكد أنه ليس هناك خطر من الإسلام على المجتمع الألماني، مشيراً إلى أن مدينة دريسدن بها معدلات مدنية من المهاجرين، مقارنة مع المدن الألمانية الأخرى. ويقول إن جميع المتظاهرين ليسوا عنصريين، وإنما بينهم أشخاص يعبرون عن مخاوفهم بشأن تحديات العصر.
ويقول وزير العدل، هيكو ماس «لا ينبغي أن نقف صامتين إذا تعرض للكراهية المهاجرون الذين فقدوا كل شيء وجاؤونا طلباً للمساعدة». ويحذر المسؤولون الألمان من أنهم يجاهدون للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الباحثين عن ملجأ. ويظهر استطلاع للرأي نظمته صحيفة «ديرشبيغل» أن 65% من الألمان يعتقدون أن الحكومة لا تتعامل بشكل جدي مع تدفقات المهاجرين، ويعتقد 34% ممن شملهم الاستطلاع أن ألمانيا أصبحت «أكثر إسلامية»، بينما يعارض ذلك 57% منهم. وتتصدر قضايا الهجرة والاندماج في المجتمع الألماني الأجندة السياسة، فبيمنا ينفي الحزب المسيحي الديمقراطي اتخاذ أي تدابير ضد المسلمين، نظم الحزب المسيحي الاشتراكي حواراً حول المهاجرين الذين يتقنون الألمانية في البلاد، لكنه تراجع في ما بعد عن هذا الاقتراح.