3500 مكتب في نيودلهي لمراقبة الخيانة الزوجية

متحريات خاصات في الهند لكشف خيانة الأزواج

صورة

تعج مدينة نيودلهي وغيرها من المدن الهندية بالعديد من المكاتب المتخصصة في التحري عن سلوك الأزواج، والأنشطة الاجتماعية الأخرى، فحينما يشك زوج أو زوجة في أن قرينه يخونه، يطلب من تلك المكاتب التحري بشأنه. ويوجد في نيودلهي وحدها 3500 وكالة تحرٍ خاصة، تقدم خدمة لعملائها في ما يتعلق بالأزواج غير المخلصين. ويقول بعض علماء الاجتماع إن شبكات التواصل الاجتماعي أثّرت سلباً في العلاقات الزوجية، والغريب في الأمر أن معظم هذه المكاتب تديرها نساء، ويعتقد بعض المختصين أن المرأة تتميز عن الرجال في هذا المجال بأنها أكثر معرفة بشؤون القلوب. ويقول أحد الإعلانات على الإنترنت «نحن المتحرين النساء نقدم أفضل ما لدينا من خدمات لحل المشكلات الإنسانية، لأننا أكثر دراية بالطبيعة البشرية».

أشهر المتحريات النساء في هذا المجال هي بهاونا باليوال، الملقبة بـ«زعيمة المتحرين». أتاها العام الماضي رجل الأعمال، غوردا سينغ، وطلب منها أن تتحرى عن سلوك زوجته، التي تزوجها قبل ثماني سنوات. أخذت الأمر على عاتقها، وبعد أسبوع من ذلك اتصلت به لتخبره بأن زوجته في أحد مراكز التسوق برفقة أحد الرجال، تبع ذلك موقف درامي، عندما ضبط سينغ زوجته وصاحبها متلبسين. تقول باليوال «كان هناك صراخ وعراك، فقد جاء صاحبها من جنوب إفريقيا لموعد غرامي معها، بعد أن تواعدا على (فيس بوك)».

ظلت باليوال تمارس هذا العمل طوال 15 عاماً، بعد أن قدمت إلى نيودلهي من قرية في اتار براديش لتلتحق بإحدى الكليات، وصارت صحافية، ثم استقلت بنفسها بعد عام، وأسست مكتباً للتحري. تقول «كذبت على أهلي فيما أمارسه بالضبط من عمل، فقد كانوا يظنون أنني لاأزال أمارس الصحافة، ثم بدأت صوري تظهر على صفحات الصحف، ليكتشف أهلي أنني أعمل متحرية خاصة».

في عام 2003 أسست عملها تحت مسمى «وكالة تيجاس للتحري»، لكن لا توجد خارج مكتبها لوحة تحمل اسم مؤسستها، لأن التحري الخاص ممنوع بنص القانون في الهند، ويعمل المتحرون في مكاتب عادية مرخصة لأغراض أخرى. تقول «أتلقى ثلاث إلى أربع مكالمات في اليوم، وربما أكثر في بعض الأحيان»، وتتقاضى من 50 إلى 150 ألف روبية (510 إلى 1530 جنيهاً استرلينياً) لكشف بيانات راتب الشخص المتحرى عنه، وشخصيته، ووضعه الاجتماعي، وما إذا كان يتعاطى المشروبات الكحولية أو يدخن أو يقامر، من عدمه، أما في الحالات التي تتعلق بالخيانة الزوجية، فإن المبلغ قد يصل إلى ملايين الروبيات، اعتماداً على طبيعة الغرض المتحرى عنه.

هناك شخصية أخرى في هذا المجال هي أكريتي خاتري، مؤسسة وكالة «فينوس للتحري الخاص» بمنطقة البنجاب. وتقول إن كل ما تفعله هو الظهور بين الساعة الواحدة والثانية ظهراً في مسرح تحرياتها «معظم التحري الذي أقوم به يشمل الأسر البنجابية، لهذا فإن أفضل الأماكن التي أحصل فيها عن معلوماتي هي تجمعات ربات الأسر اللاتي يتجمعن بعد طبخ الطعام وتناول الغداء من أجل النميمة حول الأسر والنساء والرجال، ومن هنا استقي معلوماتي».

تبيع خاتري في بعض الأحيان شرائح إلكترونية لزبائنها، ليزرعوها على هواتف الأشخاص الذين يودون مراقبتهم (أزواج في معظم الأحيان)، بحيث يستطيعون تتبع المكالمات ومعرفة مضمون الرسائل النصية، وما تحويه «واتس اب» و«فيس بوك»، والصور التي يلتقطونها.

والسؤال الذي يبحث عن إجابة هو: هل عمل المتحريات يجعلهن يحجمن عن الزواج؟

لم تستطع أي منهن أن تقر بذلك، فهناك أيضاً بعض المواقف الطريفة، تقول خاتري «طلبت مني إحدى العميلات أن أعطيها نتائج التحري عن زوجها، وكنت أظن أنها تريد أن تقدمه دليلاً أمام المحكمة، أو تحتج به أمام عائلة زوجها، لكنها بدلاً عن ذلك أكدت أنها ستحتفظ به حجة أمام زوجها، عندما يضبطها متلبسة بخيانته».

تويتر