البريد احتفظ بالبطاقة ولم يتلفها رغم مرور هذه الفترة الطويلة. أرشيفية

بطاقة بريدية تقطع 20 كيلومتراً في 90 عاماً

أرسلت الفرنسية سيلستين بيرو بطاقة بريدية إلى ابن أخيها ذات يوم، لكنها لم تصله إلا بعد عقود طويلة. ولم تتعرض البطاقة للضياع أو التلف لكنها أخطأت الطريق مرات عدة. وبعد تسعة عقود من إرسالها وصلت إلى العنوان الصحيح في بلدة كروا ميغران، أخيراً، وتمكن كلود بيرو من قراءة بطاقة عمته، التي توفيت منذ 60 عاماً.

وكانت زوجة كلود قد توجهت لتفقد صندوق البريد ذات يوم في نوفمبر الماضي، وإذ بها تجد بطاقة في الداخل، واعتقدت حينها أن ساعي البريد ارتكب خطأ بوضعها في صندوق العائلة. إلا أن العنوان كان صحيحاً، وقرر كلود فتح تحقيق لمعرفة لماذا أخذت الرسالة كل هذا الوقت في قطع مسافة 20 كيلومتراً، وكيف ظهرت بعد 90 عاماً.

ولأن مصالح البريد لم تقدم تفسيراً مقنعاً، فإن السبعيني قرر القيام بالتحقيق بنفسه. حيث وجد أن البطاقة كانت تحمل طابعاً بريدياً لكنه أزيل من مكانه، وراودته الشكوك في مرسلة البطاقة لأن اسمها لم يكن مكتوباً بالكامل، ولم تتضمن البطاقة سوى الحرف الأول من الاسم. إلا أن الخط الجميل الذي كتبت به الرسالة أقنع كلود في نهاية الأمر أن كاتبته هي عمته سيلستين بيرو، التي تزوجت من شقيق جده لويس بيرو، والتي عملت في التدريس. وفي ذلك يقول أحد الموظفين في البريد المحلي، إن البطاقة ظلت حبيسة الرفوف لأكثر من تسعة عقود «ولحسن الحظ أنها لم تتعرض للتلف أو الضياع».

ويقول الموظف إن البطاقة تم إرسالها في الفترة بين 1920 و1925 من قبل شخص ما، لكن لسوء الحظ لم يكتب العنوان بشكل صحيح. ومع ذلك فقد طلب كلود، المعني بالأمر، إيضاحات من البريد عن سبب ظهور هذه الرسالة بعد هذه الفترة الطويلة، ويقول إن البطاقة أصبحت حديث العام والخاص، والكل يسأل إن كان الخبر صحيحاً، ويندهش عندما يرى البطاقة القديمة بعينيه. وفي الوقت الذي أنحى بعض جيرانه باللائمة على هيئة البريد، أثنى آخرون على الأمانة التي تحلى بها البريد، من خلال حفظ البطاقة لتسعة عقود دون أن يتلفها.

الأكثر مشاركة