أوباما يعزز إرثه التاريخي بتمتين علاقاته مع كوبا
في 17 ديسمبر 2014 أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيتخذ قراراً يقضي بإعادة العلاقات مع كوبا، موضحاً أن السياسات السابقة إزاء هذه الدولة لم تحقق النجاح.
وبالطبع ثمة أسباب لم يتم الإفصاح عنها كانت وراء قرار أوباما. ونظراً إلى أنه لم يبق له في السلطة أكثر من عامين فإنه يريد تعزيز إرثه التاريخي، إذ إن تغيير نحو نصف قرن من السياسة العدوانية نحو كوبا من شأنه أن يساعد على تحقيق هذا الهدف. وإضافة إلى ذلك، فإن المزود الرئيس لكوبا بالنفط وهو فنزويلا تتجه سريعاً نحو الانهيار الاقتصادي، ومن دون مساعدات فنزويلا فإن كوبا يمكن أن تحذو حذوها، وربما يؤدي ذلك إلى حادثة «ماريال أخرى» وهي إشارة إلى حادثة ماريال عام 1980، عندما سمح رئيس كوبا في حينه فيدل كاسترو للكوبيين بمغادرة الجزيرة، الأمر الذي نجم عنه رحيل 125 ألف كوبي إلى الولايات المتحد ة، وكانت حادثة ماريال قد لطخت إرث الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر.
ومن المهم أن نلاحظ أن أوباما ليس أول رئيس أميركي يحاول تطبيع العلاقات مع كوبا، وكانت محاولة الرئيس جيرالد فورد القيام بذلك خلال الحرب الباردة جعلت كوبا ترسل قواتها إلى انغلوا لدعم النظام الماركسي هناك، الأمر الذي أدى إلى فشل جهود كارتر. وحاول كارتر أيضاً تطبيع العلاقات مع كوبا ثانية وهي جهود تخلى عنها عندما ردت عليه كوبا بإرسال جنودها إلى إثيوبيا لدعم الحكومة المتحالفة مع الاتحاد السوفييتي هناك.
وبخلاف هذه الجهود السابقة لم يضع أوباما أي شروط مسبقة، مثل تحسين سجل حقوق الإنسان أو إجراء انتخابات ديمقراطية، كي تشرع واشنطن في تطبيع علاقاتها مع كوبا. وبدلاً من ذلك يبدو أن أوباما مهتم أكثر بالسماح لمزيد من تدفق الدولارات الأميركية نحو كوبا على الرغم من حقيقة أن معظم هذه الدولارات ستؤول في نهاية المطاف إلى الحكومة والجيش الكوبيين.
ويبدو قرار الرئيس أوباما منطقياً إذا كان اهتمامه تجنب الانهيار الاقتصادي لكوبا، أي تجنب حادثة ماريال أخرى.