الشرطة تقتل منفذ هجومي كـوبنهاغن وترفض كشف هويته
قتلت الشرطة الدنماركية، أمس، منفذ الهجومين اللذين شهدتهما العاصمة كوبنهاغن، على مركز ثقافي كانت تعقد فيه ندوة حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير، وعلى كنيس يهودي، ما أسفر عن سقوط قتيلين وخمسة جرحى، لكنها رفضت الإعلان عن هوية منفذ الهجومين، في وقت ألغت الشرطة الألمانية في مدينة برونشفيغ (شمال) كرنفالاً كان مقرراً أمس، بسبب «تهديد محدد بوقوع هجوم إرهابي».
وأعلنت شرطة كوبنهاغن أنها تعتقد أنها قتلت صباح، أمس، منفذ الهجومين اللذين شهدتهما العاصمة على مركز ثقافي وكنيس يهودي، أول من أمس.
والتزمت الشرطة الصمت حول هوية الشخص الذي أردته، وتعتبره المنفذ الوحيد للهجومين.
وقال رئيس شرطة كوبنهاغن ثروكلد فوجدي إن رجال الشرطة يقولون إنهم عثروا على سلاح، يعتقد أنه تم استخدامه في الهجوم الأول، عندما تعرضت ندوة حول حرية التعبير للهجوم.
وأضاف أن الشرطة، حددت مكان منفذ الهجوم، إثر اتصال هاتفي من سائق سيارة أجرة يصف الشخص الذي التقطت صوره كاميرات المراقبة.
وأوضح أن الرجل أطلق النار على الشرطة التي كانت تراقب أحد الأماكن في حي نوريبرو الشعبي، فجر أمس، فرد عناصرها بالنار، ما أسفر عن مقتله.
ونشرت قوات الأمن، مساء أول من أمس، صورة التقطت في موقف للسيارات لرجل ملثم يرتدي معطفاً داكن اللون، ويحمل كيسا أسود. وقالت إنه «يبلغ من العمر بين 25 و30 عاماً، وطوله نحو 1.85 متر، ويبدو من ملامحه أنه عربي، وشعره أسود منسدل».
وكانت الشرطة أعلنت أولاً أنها قتلت رجلاً فتح النار عليها، موضحة أنها «تحاول حالياً معرفة ما إذا كان الشخص يقف وراء حادثي إطلاق النار» على المركز الثقافي وبالقرب من كنيس يهودي.
وجرى تبادل إطلاق النار بين الشرطة والرجل في حي نوريبرو الشعبي، حيث كانت السلطات وضعت أحد المباني تحت المراقبة.
وقالت الشرطة «في وقت ما وصل شخص قد يكون على علاقة بالتحقيق». وأضافت أنه «عندما اعترض الشرطيون طريقه أطلق النار»، مؤكدة عدم إصابة أي شرطي. من جهته، قال رئيس جهاز الأمن والاستخبارات (بيت)، يانس مادسن، إن الرجل «كان تحت بصرنا». وأكد أن الجهاز «ليس لديه معلومات محددة مؤكدة أنه سافر إلى مناطق صراع» مثل العراق وسورية.
وأضاف «نحن لسنا في موقف يسمح لنا بالكشف عن هويته»، مضيفاً أن الجهاز يعتقد أن المهاجم تصرف بمفرده.
ومساء أول من أمس، لم تتمكن الشرطة من تأكيد وجود أي علاقة بين حادثي إطلاق النار اللذين شهدتهما كوبنهاغن، وفر المهاجم في الحالتين.
وفي الهجوم الأول أطلق رجل عشرات العيارات النارية باتجاه مبنى كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة ثلاثة شرطيين بجروح.
وبعد منتصف الليلة قبل الماضية أطلقت عيارات بالقرب من كنيس في كوبنهاغن. وأصيب شخص بجروح في الرأس توفي على إثرها، كما جرح شرطي في ساقه، وآخر في ذراعه.
وأعلنت منظمة يهودية في الدنمارك أن الرجل الذي قتل بالقرب من الكنيس، يهودي. وقال رئيس منظمة «مجلس الأمن اليهودي للدول الشمالية» ميكائيل غيلفان، إن مراسم دينية كانت تجري داخل الكنيس عند وقوع الهجوم، موضحاً أن «الشاب» الذي قتل كان يراقب مداخل المبنى.
وقال الناطق باسم الشرطة آلن تيدي فادسفورث-هانسن، إن «الشرطة كانت هناك أصلاً. وصل شخص وبدأ إطلاق النار»، موضحاً أن الشرطيين لم يكونوا في خطر.
ورفض أن يوضح ما إذا كان المدني الذي توفي متأثراً بجروحه على علاقة بالكنيس.
وأغلقت قطاعات في العاصمة الدنماركية. لكن الناطق باسم الشرطة أكد أن «الأمر لا يتعلق بحظر عام للتجول، ويمكن للناس التجول بأمان في كوبنهاغن». وبعد إطلاق النار على المركز الثقافي، دانت رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي تورنينغ شميت «عمل العنف هذا». وقالت إن كل شيء «يدعو إلى الاعتقاد أن إطلاق النار، كان اعتداءً سياسياً، وبالتالي عملاً إرهابياً».
ودانت باريس على الفور و«بأشد العبارات هذا الهجوم الارهابي»، بينما عبّرت واشنطن عن إدانتها لإطلاق النار، وعرضت تقديم مساعدتها.
وفي اتصال هاتفي أجرته «فرانس برس»، تحدث السفير الفرنسي في الدنمارك، فرنسوا زيمراي، عن هجوم «وحشي» على المركز الثقافي الذي كان الفنان ورسام الكاريكاتير السويدي لارس فيلكس موجوداً فيه.
وفيلكس تلقى تهديدات عدة، وتعرض لهجمات منذ نشر رسم كاريكاتيري مسيء للرسول في 2007.
وقال السفير الفرنسي «أطلقوا علينا النار من الخارج. كانت النية مثل (الهجوم الذي استهدف الصحيفة الأسبوعية الفرنسية الساخرة) شارلي ايبدو، لكنهم لم ينجحوا في الدخول».
من ناحية أخرى، ألغت الشرطة الألمانية أن مدينة برونشفيغ، أمس، كرنفالاً بسبب «تهديد محدد بوقوع هجوم إسلامي». وقالت الشرطة في بيان إن العرض الذي كان مقرراً ألغي، إثر معلومات قدمتها «مصادر جديرة بالثقة في جهاز أمن الدولة».
وقال المنظمون إن الحدث السنوي في المدينة الذي يؤشر إلى بدء صوم الفصح لدى الكاثوليك والبروتستانت يعد من أكبر الكرنفالات التي تنظم في شمال ألمانيا خلال شهر فبراير. وكان قرار الإلغاء اتخذ من قبل رئيس بلدية المدينة اولريخ ماركورت والمسؤول عن الكرنفال غيرهارد بولر. ولم يعرف على الفور ما إذا كان هناك أي رابط بالهجومين في كوبنهاغن.