أوروبا مهددة بعودة الستار الحديدي
يواجه القادة الأوروبيون والاتحاد الأوروبي خياراً قاسياً، فإما أن يلتزموا بصورة شاملة بالثورة الأوكرانية، أو يتواطأوا مع روسيا لتحويل أوكرانيا إلى دولة فاشلة. وبعد عام من اندفاع عشرات آلاف الأوكرانيين إلى الشوارع في العاصمة كييف، والإطاحة بالرئيس، فيكتور يانكوفيتش، حينها من السلطة، لاتزال أوكرانيا وأوروبا الشرقية في حالة هشة وضعيفة. وبالطبع فإن الغزو الروسي لأوكرانيا كافٍ لجعل الحكومات الأوروبية تتخذ خيار دعم كييف. ويتطلب ذلك مساعدات سياسية واقتصادية متواصلة للحكومة الأوكرانية وبصورة خاصة حركة التظاهر التي تلعب دوراً أساسياً في دفع البلاد نحو الشفافية والمحاسبة والإصلاح. وهي تمثل حركة مهمة جداً للمجتمع المدني تعمل على تشكيل نوع جديد من السياسة التي تسير عكس ما يرغب فيه حكم القلة في أوكرانيا وروسيا. وتحتاج هذه الحركة كل الدعم التي يمكن أن تحصل عليه من الحكومات الأوروبية ومن الاتحاد الأوروبي، وهي تهدف إلى بناء مؤسسات دولة أوكرانيا الجديدة، وتتعلق بصنع أوكرانيا الحديثة الديمقراطية.
ولابد من القول إن المساعدة على إكمال الفترة الانتقالية في أوكرانيا تتطلب بقاء السلطة.
وإذا اختارت أوروبا التواطؤ مع روسيا، وسمحت لموسكو الافتراض بأن الغرب لا يملك النية الصادقة في دعم أوكرانيا، فإن قادة الدول الأوروبية عليهم مواجهة النتائج، إذ عليهم العيش مع ستار حديدي جديد من صنع أيديهم.