محافظ مدينة ليما يمشي على خُطى «داعش» لأنه يطمس الجداريات

لويس كاستانيدا يُبدِّل الأعمال الفنية في الشوارع بألوان حزبه

صورة

يبدو أن ما فعله «داعش» في التحف والآثار العراقية قد أثار رعب العالم أجمع، لكن ثمة استثناءً وحيداً في مدينة ليما عاصمة البيرو، وبالتحديد في مكتب المحافظ لويس كاستانيدا، وهذا ما قاله أشهر رسامي الكاركياتير في البيرو، كارلين، الذي يعتقد أن ثمة علاقة بين ما يقوم به «داعش» في العراق وقرار كاستانيدا بطمس نحو 20 لوحة جدارية في المدينة.

وتتحدث الجداريات عن ملامح عدة في التاريخ البيروفي، بدءاً من مرحلة ما قبل الفتح الإسباني، حتى مرحلة الصراع الداخلي في الفترة ما بين ثمانينات القرن الماضي حتى التسعينات منه، والتي نجم عنها مقتل 70 ألف شخص.

وكان طمس الجداريات مجرد واحدة من القرارات المثيرة للجدل التي قام بها كاستانيدا، بهدف طمس أي أثر للمحافظة السابقة قبله، اليسارية سوازانا فيلاران، التي حكمت ما بين عامي 2011 و2015. وسارع المحافظ إلى وقف عملية الإصلاح في نظام النقل العام، الذي يعاني الفوضى، التي بدأتها فيلاران، حيث ألغت نظام الحافلات، وسيارات الفان الأخرى المثيرة للتلوث والفوضوية، والتي يطارد بعضها بعضاً بحثاً عن الركاب، الأمر الذي نجمت عنه حوادث كثيرة قاتلة.

وخالف قرار فيلاران في فتح اجتماعات المحافظة في هذه المدينة، البالغ تعداد سكانها تسعة ملايين نسمة للصحافيين والعامة، فأصبحت جميع الاجتماعات تتم خلف الأبواب المغلقة، لكن لم يكن هناك ما هو أكثر إيلاماً من طمس الجداريات في المدينة، وربما يرجع ذلك إلى أن ليما مدينة كالحة وكئيبة، ولذلك كانت ألوان الجداريات تمنحها بعض التفاؤل والجمال. وما زاد الطين بلة أن هذه الجداريات كان يتم طمسها باللون الأصفر، وهو لون «حزب كاستانيدا التضامن الوطني».

ويصر المحافظ على أنها مجرد مصادفة أن يتم استخدام هذا اللون، لكنه لم يقدم مزيداً من التوضيح، وهو أمر متوقع من هذا السياسي المعروف على نطاق واسع بـ«الأخرس»، بسبب كرهه للكلام مع العامة. وفي إحدى المقابلات القليلة التي يجريها قال ببساطة إن الجداريات «لا تتناسب مع تاريخ ليما».

وكانت نائب المحافظ، باتريشا خواريز، التي اعتادت الدفاع عنه دائماً، قالت في إحدى المقابلات إن هذه الأعمال الفنية تسبب ضرراً كبيراً لمركز المدينة، لكن الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين أنها قالت في ما بعد، إن المحافظة يجب أن تتحرك قبل أن تتعرض لانتقادات «اليونسكو»، التي ترى مدينة لميا أيقونة معمارية.

تويتر