تعقّب وباء «إيبولا» في أدغال إفريقيا
تشير معلومات جديدة للأمم المتحدة إلى أن فيروس مرض إيبولا الذي تسبب في قتل الآلاف، خلال العام الماضي، لايزال مختبئاً في أدغال القارة السمراء، خصوصاً غابات إفريقيا الوسطى. ويقوم فريق طبي من الأمم المتحدة بعملية تعقّب ومسح شامل لإيبولا في مساحة تزيد على 5000 كيلومتر مربع في غرب إفريقيا تحسباً لانتشار جديد للفيروس. ولا يبحث الفريق عن مصابين بالمرض، ولكنه يؤدي مهمة علمية بحتة في عمق الغابات الموسمية الممطرة في غرب القارة، ليحدد موقع اختباء الفيروس المسبب لمرض إيبولا. ويعتقد أعضاء الفريق أن الأماكن المنعزلة في قلب الغابات تمثل البيئة الحاضنة لانتشار الفيروس، حيث تعيش فيها أنواع مختلفة من الغوريللا والخفافيش وحيوانات أخرى في تناغم كامل يمكنها من نقل الوباء بسهولة. وقضى الانتشار الأخير للوباء في غرب إفريقيا على نحو 10 آلاف شخص، لكن حالات الإصابة السابقة خلال الـ40 عاماً الماضية كانت منحصرة في المناطق التي تقع جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.
وفي حوض نهر الكونغو يتتبّع الفريق فصائل عدة من الحيوانات، ويبحث عن إمكانية قيام أحدها بنقل الفيروس من منطقة جنوب الصحراء إلى غرب إفريقيا، ما زاد من سرعة ورقعة الانتشار الأخير للفيروس. وفي حال وجد الفريق، مثلاً، خنزيراً برياً، وأوضحت التحاليل أنه يحمل الفيروس، فإن ذلك يساعد الفريق على إثبات الفرضية، ورسم خريطة كاملة لأماكن كمونه في إفريقيا.
وتمكن الفريق بالفعل من العثور على أجسام مضادة للفيروس في إحدى حيوانات الغوريللا في المنطقة، لكنه لم يعثر على الفيروس نفسه.