تحديات أمام الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة

جيب بوش. غيتي

بعد ثماني سنوات من حكم الديمقراطيين، تلت مثلها من حكم الجمهوريين، يعود الجهوريون العام المقبل إلى السباق نحو البيت الأبيض، الذي يصفه المراقبون بأنه لن يكون يسيراً عليهم.

ويحتدم جدل مطول يشارك فيه الجمهوريون دفاعاً عن القيم الاجتماعية المحافظة في الولايات المتحدة، إذ يتسبب هذا الجدل في نقاشات عامة حامية تشارك فيها أوساط ثقافية وأكاديمية وإعلامية، إضافة إلى جزء كبير من الاعلام. ويتقدم الصفوف الأولى للجمهوريين في هذه المناقشات مشرعون وقادة ومديرو شركات عملاقة مثل «جي دبليو ماريوت»، وشركة «وول مارت»، إذ يطرحون قضايا مثل الحريات الدينية وحقوق مثليي الجنس والسياسة الديمغرافية. وحقق ممثلو تيار الوسط في الحزب الجمهوري انتصارات ملموسة في تلك المناقشات التي ستلعب نتائجها دوراً كبيراً في وضع أجندة الجمهوريين للفترة المقبلة، لكن أي انتصارات ليست من دون ثمن، إذ خرج جناح المسيحيين البيض «الايفانجيليكال» المحافظ من تلك المناقشات بخسائره مفعماً بالإرادة والتصميم على إعادة تنظيم صفوفه. كما أعطى جناح اليمين الاجتماعي في الحزب الجمهوري بقيادة عضو الكونغرس، تيد كروز، إشارات إلى تحركه إلى الأمام لشن حملة شعبية كبيرة لا تستهدف الحزب الديمقراطي أولاً، وإنما تعزيز الإيمان بالقيم والثقافة الدينية، التي تعتقد شريحة لا بأس بها من الجمهوريين أنها تفقد تأثيرها في الحياة اليومية للأميركيين يوماً بعد آخر. وعلى سبيل المثال فإن استراتيجية المرشح كروز تحتاج إلى وجود عدو أو منافس، بينما قال مرشح آخر هو حاكم ولاية فلوريدا السابق، جيب بوش، إنه سيلعب الدور المطلوب منه في هذا الشأن. وقبل انخراطهم في الجدل الخاص بالحريات والقيم الدينية كافح الجمهوريون بكل تياراتهم واطيافهم بهدوء للتغلب على الانقسامات والتوترات الداخلية داخل حزبهم . ويقول خبير استطلاعات الرأي ويت آيرس، إنه يتعين على الجمهوريين أن يتقدموا نحو حقيقة ان اتجاه عامة الأميركيين قد تغير ليصبح أكثر ميلاً للقيم الليبرالية، وأنه لا بد للحزب الجمهوري من الاعتراف بهذه الحقيقة واستيعابها جيداً.

 

 

تويتر